التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلْحَبِّ وَٱلنَّوَىٰ يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ ٱلْمَيِّتِ مِنَ ٱلْحَيِّ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ
٩٥
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلْحَبِّ وَٱلنَّوَىٰ } بالنّجم والشّجر او الاسلام من طينةٍ طيّبةٍ والايمان من الاسلام والكفر من طينة خبيثةٍ او الصّدر المنشرح بالاسلام من طينةٍ طيّبةٍ والقلب من ذلك الصّدر والمنشرح بالكفر من طينةٍ خبيثةٍ، او طينة المؤمن ممّا يطرؤ عليها من السّجّين وطينة الكافر ممّا يعرضها من العلّيّين، او العلم من العلماء والجهل من الجهلاء، او النّور من المستنير والظّلمة من المظلم فانّ الكلّ يسمّى حبّاً ونوىً باعتبار محبوبيّته وبعده من الخير كما اشير اليه فى الاخبار { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } خبر بعد خبر واسقط العاطف ههنا وفى قوله فالق الاصباح واتى به فى قسيم كلّ وكذا فى قوله والنّوى للاشارة الى انّ كلاًّ مع قسيمه كافٍ فى الدّلالة على كمال قدرته وعلمه وحكمته وتدبيره لعباده، لانّ كلاًّ من قوله يخرج الحىّ وفالق الاصباح كأنّه كلام مستأنف غير مربوط بسابقه والمراد بالحىّ النّامى من النّبات والحيوان او ذو الحسّ والحركة من الحيوان بالميّت غيره، او المراد به المسلم والمؤمن والعالم ومقابلوهم، والعدول عن الاسم الى الفعل المضارع للاشارة الى قلّة الحىّ كأنّه قلّما يحصل اخراجه من الميّت بخلاف الميّت فانّه بكثرته كأنّه مستمرّ اخراجه { وَمُخْرِجُ ٱلْمَيِّتِ مِنَ ٱلْحَيِّ ذٰلِكُمُ } اتى باسم الاشارة البعيدة للاشارة الى عظمة من كان هذه صفته { ٱللَّهُ } اى المستحقّ للآلهيّة لا ما تجعلونه آلهاً { فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } تصرفون وجملة ذلكم الله معترضة ان كان قوله { فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ }.