التفاسير

< >
عرض

رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱغْفِرْ لَنَا رَبَّنَآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٥
-الممتحنة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } اى لا تجعلنا امتحاناً او ضلالاً او اثماً او كفراً او فضيحةً او عذاباً او اضلالاً يعنى لا تجعلنا سبب ذلك لهم، او لا تجعلنا ممتحنين لاجل عذاب الّذين كفروا، او لاجل هداية الّذين كفروا ومعنى كونهم سبباً لفتنة الّذين كفروا ان يجعلهم بحالٍ من الفقر والحاجة او من الابتلاء والمصيبة او من ارتكاب ما لا ينبغى ان يرتكبوا من المعاصى او من اختلاف الكلمة والنّزاع بينهم، او من موالاة الكفّار او اتّباعهم فى بعض مالهم، او من المعارضة معهم، او من المجادلة معهم والضّعف عن جوابهم يستهزء بهم او يغتابون او يعارضون او يُشتمون او ينفر منهم ومن دينهم او يقاتلون، وقيل: معناه ولا تسلّطهم علينا فيفتنونا عن دينك، وقيل: الطف بنا حتّى نصبر على اذاهم ولا نتّبعهم فنصير فتنةً لهم، وروى عن الصّادق (ع) انّه قال: ما كان من ولد آدم (ع) مؤمنٌ الاّ فقيراً ولا كافر الاّ غنيّاً حتّى جاء ابراهيم (ع) فقال: { رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ }، فصيّر الله فى هؤلاء اموالاً وحاجةً وفى هؤلاء اموالاً وحاجةً اقول على المؤمنين ان يشكروا ابراهيم (ع) ولا ينسوا منّته الّتى منّها عليهم { وَٱغْفِرْ لَنَا } ما فرّط منّا حتّى لا تؤاخذنا بذلك فتجعلنا فتنةً لغيرنا { رَبَّنَآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ } الغالب المنيع { ٱلْحَكِيمُ } الّذى تعلم دقائق الامور وتتقن الصّنع مشتملاً على غاياتٍ دقيقةٍ انيقةٍ.