التفاسير

< >
عرض

يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
١٢
وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّن ٱللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٣
-الصف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } مجزومٌ فى جواب الشّرط يعنى ان كنتم تعلمون ذلك يغفر لكم لانّ العلم يجذب الى العمل واختيار المعلوم، واختيار المعلوم مورثٌ لمغفرتكم، او فى جواب تؤمنون فانّه فى معنى آمنوا، او فى جواب الاستفهام والمعنى هل ادلّكم ان ادلّكم يغفر لكم فانّ دلالتى ليست الاّ بتوجّهى والتفاتى اليكم، وتوجّهى والتفاتى اليكم مورثٌ لتغيير احوالكم ورغبتكم الى العمل والآخرة وهى تورث مغفرتكم { وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ } اى جنّات الاقامة وهى اخرى الجنّات { ذَلِكَ } المذكور من المغفرة وادخال الجنّات او ادخال جنّات عدنٍ { ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا } اى لكم خصلة اخرى تحبّونها، او تعطون نعمة اخرى، او هل ادلّكم على تجارةٍ اخرى ويكون المعنى هل ادلّكم على ربحٍ آخر لتجارتكم، او اخرى مبتدءٌ وخبره { نَصْرٌ مِّن ٱللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } فى الدّنيا بظهور القائم (ع) كما عن القمّىّ ولمّا كان جُلُّ اصحاب الرّسول (ص) طالبين للظّفر والغنيمة واعلاء الكلمة قال: اخرى تحبّونها { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بالظّفر على جنود النّفس بظهور القائم (ع) ونصرة الله فانّ الايمان يقتضى النّصرة لا محالة بمنطوق: { { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ } [النور:55] (الآية).