التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلاَةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَٱبْتَغُواْ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
١٠
-الجمعة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلاَةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } لمّا كان الاجتماع فى الجمعة لذكر الله بمنزلة الفناء الذّاتىّ والبقاء فى ذلك الفناء يورث نقصان الوجود والمطلوب من الانسان استكماله بجميع جنوده ولا يمكن الاّ بالبقاء بعد الفناء امرهم بالانتشار فى الارض وابتغاء فضله كما قال { وَٱبْتَغُواْ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ } الصّورىّ بطلب ما تحتاجون اليه من جهة الحلال، وفضل الله المعنوىّ بزيارة الاخوان وعيادة مرضاهم وتشييع جنائزهم كما فى الخبر عن النّبىّ (ص) وعن الصّادق (ع): الصّلاة يوم الجمعة، والانتشار يوم السّبت، وعنه (ع) انّى لاركب فى الحاجة الّتى كفاها الله ما اركب فيها الاّ التماس ان يرانى الله اضحى فى طلب الحلال، اما تسمع قول الله عزّ اسمه؟ فاذا قضيت الصّلاة فانتشروا فى الارض وابتغوا من فضل الله { وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً } فى حال ابتغاء الفضل او فى جميع الاحوال فانّ ذكر الله مرغوب فيه ولو كنت تبول فانّه كما فى الخبر لا بأس بذكر الله وانت تبول وقد مضى فى سورة البقرة عند قوله تعالى: { { فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ } [البقرة:152] بيان للذّكر ومراتبه وكيفيّته { لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } فانّ الفلاح بالذّكر لانّ مناط الطّاعة والمعصية كما يستفاد ممّا ورد عن الصّادق (ع) الذّكر والغفلة، روى عن النّبىّ (ص) "من ذكر الله مخلصاً فى السّوق عند غفلة النّاس وشغلهم بما هم فيه كتب الله له الف حسنةٍ ويغفر الله له يوم القيامة مغفرةً لم تخطر على قلب بشرٍ" .