التفاسير

< >
عرض

وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٣
ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ
٤
-الجمعة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ } من الامّيّين او من جنسهم من سائر النّاس من الاعاجم وهو عطف على الامّيّين او على مفعول يعلّمهم والمراد بالآخرين التّابعون وتابعوا التّابعين الى يوم القيامة، او غير اهل مكّة من اهل العالم من الفارس والتّرك والرّوم، او المراد بالآخرين آخرون فى الرّتبة، وروى انّ النّبىّ (ع) قرأ هذه الآية فقيل له: من هؤلاء؟ - فوضع يده على كتف سلمانرحمه الله وقال: "لو كان الايمان فى الثّريا لنالته رجالٌ من هؤلاء" { لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ } وسيلحقون بهم الى يوم القيامة { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ذَلِكَ } اى بعث رسولٍ من جنس البشر او بعث مثل محمّدٍ (ص) الّذى يزكّيهم ثمّ يعلّمهم الكتاب والحكمة { َضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ } من الامم فيكون منّةً منه تعالى على امّة محمّدٍ (ص)، او ذلك الرّسالة وتذكير اسم الاشارة باعتبار الخبر كأنّه قال: ذلك الفضل الّذى هو الرّسالة والنّبوّة فضل الله يؤتيه من يشاء من افراد البشر { وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } فيعطى ازيد من ذلك او لا ينقص من فضله شيءٌ بايتاء الرّسالة للمستحقّين او ذو الفضل العظيم على النّاس ببعثة محمّدٍ (ص) فيهم.