التفاسير

< >
عرض

مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ
٥
-الجمعة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوْرَاةَ } حملهم التّوراة انبياؤهم وعلماؤهم بان علّموهم التّوراة وكلّفوهم العمل بها، وهذا بيانٌ لحال اليهود وذمّ لهم لكنّه تعريض بمنافقى امّة محمّدٍ (ص) الّذين لم يقرّوا بعلىٍّ (ع) والّذين لم يعملوا بالقرآن { ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا } بان لم يعملوا بها { كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً } فى كلفة الحمل والتّعب فيها وعدم الانتفاع بها بل التّضرّر بثقلها وتعب حملها، فمن تعلّم القرآن ولم يعمل بما فيه كائناً من كان كان من اهل هذا المثل مثل الصّحابة الّذين اهتمّوا بحفظ القرآن عن التّغيير وبتلاوته وقراءته ولم يعملوا بما فيه من مراعاة العترة ومودّتهم واتّباعهم، وكذلك من تعلّم القرآن وعلم احكامه وعمل بما فيه، ومن تعلّم احكام الشّريعة وعمل بها لكن كان منظوره من علم ذلك الحياة الدّنيا لا الحياة الآخرة كان من اهل هذا المثل، ونعم ما قال المولوىّ:

علمهاى اهل دل حمّالشان علمهاى اهل تن احمالشان
علم جون بر دل زند يارى شود علم جون برتن زند بارى شود
كَفت ايزد يحمل اسفاره بار باشد علم كان نبود زهو
علم كان نبود ز هو بيواسطه آن نبايد همجو رنكَ ما شطه
ليك جون اين بار را نيكوكشى بار بركَيرند وبخشندت خوشى
هين بكش بهر خدا اين بار علم تا ببينى در درون انبار علم
تا كه بر رهوار علم آئى سوار آنكَهان افتد ترا از دوش بار

{ بِئْسَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } يعنى كلّ من كذّب بآيات الله وكلّ من كان اهل ملّة ولم يرد وجه الله كان من اهل هذا المثل { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } يعنى المكذّبين بآيات الله والمحمّلين للكتب السّماويّة والغير الحاملين لها، لكنّه وضع الظّاهر موضع المضمر اشعاراً بظلمهم وتعليلاً للحكم يعنى انّ الله لا يهديهم الى الصّراط الانسانىّ او الى الجنّة او الى مقاصدهم.