التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
٩
-الجمعة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ }.
اعلم، انّ ايّام الاسبوع مظاهر للايّام الرّبوبيّة ودَوَران الايّام على الاسبوع ليس بمواضعة بنى آجم والاّ لكان الاختلاف فى دَوَرانها وكان فرقة يديرها على السّتة او الخمسة او الاربعة، وفرقة يديرها على الثّمانية او التّسعة، او غير ذلك ومن يديرها على السّبعة لم يكن يديرها بتلك الادارة بان يجعل المبدء الاحد والمنتهى السّبت، او المبدء السّبت والمنتهى الجمعة، وفى الجملة لم يكونوا يسمّى كلّهم احداً احداً ومنسوباً الى الشّمس والسّبت سبتاً ومنسوباً الى كوكبٍ خاصٍّ وبالجملة لم يكن عند جميع المنجّمين كلّ يوم مخصوصٍ منسوباً الى كوكبٍ خاصٍّ، وقد اتّفق المنجّمون من كلّ ملّةٍ وفى كلّ لسانٍ على ادارة الايّام على السّبعة بهذا التّرتيب المخصوص وانتساب كلّ يومٍ مخصوصٍ الى كوكبٍ خاصٍّ سمّيت بهذه الاسماء ام لم تسمّ، والايّام الرّبوبيّة الّتى هذه الايّام بازائها يوم المجرّدات الّتى هم قيام لا ينظرون، ويوم الصّافّات صفّاً، ويوم المدبّرات امراً، ويوم ذوى الاجنحة مثنى وثلث ورباع، ويوم الكيان، ويوم الملكوت السّفلى، او يوم المدبّرات امراً، ويوم الرّكّع والسّجّد، ويوم المتقدّرات المجرّدة علويّين كانوا ام سفليّين، وهذه الايّام كما اشير اليها فى سورة الاعراف هى الايّام الّتى خلق السّماوات والارض فيها وبها احتجب عن الخلق، واليوم السّابع هو يوم جمع الجمع الّذى يعبّر عنه بالمشيّة ومقام الظّهور، ولمّا كان الجمعة بازاء يوم الجمع طولاً امر الله العباد بانعقاد الجمعة، وامر ان لا ينعقد الجمعة باقلّ من سبعةٍ او خمسةٍ، ولمّا كان يوم الجمع خاصّاً بمحمّدٍ (ص) لا حظّ لاحدٍ سواه (ص) فيه جعل الجمعة الّتى بازائه عيداً خاصّاً بمحمّد (ص) وحرّم السّفر فيها على من كان المسافة بينه وبين مجمع النّاس للجمعة اقلّ من فرسخين او بقدر فرسخين، ولذلك قال: اذا نودى للصّلاة من يوم الجمعة يعنى اذا اذّن لصلاة الجمعة { فَٱسْعَوْاْ } اى فأسرعوا { إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ } يعنى الصّلاة { وَذَرُواْ ٱلْبَيْعَ } فانّ البيع فى هذا اليوم خلاف مقتضى هذا اليوم خصوصاً وقت وصول الشّمس الى نصف النّهار { ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ } فانّه اذا اعطى كلّ يومٍ حقّه كان خيراً لكم { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } كان خيراً لكم يعنى ان اتّبعتم عليّاً (ع) وقبلتم ولايته بالبيعة معه فانّ العلم والتّعلّم منحصران فى شيعة علىٍّ (ع)، او ان كنتم تعلمون انّه خير لكم اخترتموه.