التفاسير

< >
عرض

مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
١١
-التغابن

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: ان كان من يؤمن بالله ويعمل صالحاً كذا وكذا فى الآخرة فلم يصيبهم المصائب فى الدّنيا؟ - فقال: اصابة المصيبة لا تكون الاّ باذن الله، وليست الاّ لحكمة تكميل المؤمن، او كأنّه قيل: كأنّ كفر الكافر ليس باذن الله؟ - فقال: { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } غاية الامر انّ مصيبة المؤمن تكون تكميلاً له، ومصيب الكافر او كفره كانت باستعداده السّابق ونقمة له { وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ } بالبيعة العامّة { يَهْدِ قَلْبَهُ } للايمان الخاصّ والبيعة الخاصّة، او من يؤمن بالله بالبيعة الخاصّة يهد قلبه الى العلم بانّ اصابة المصائب ليست الاّ باذن الله، عن الصّادق (ع) انّ القلب ليترجّج فيما بين الصّدر والحنجرة حتّى يعقد على الايمان، فاذا عقد على الايمان قرّ وذلك قول الله عزّ وجلّ: { وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } { وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } فيعلم القلوب وايمانها وسائر احوالها.