التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
١٤
-التغابن

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ } يعنى انّ بعض الاولاد والازواج يكونون معينين لكم فى امر آخرتكم ويكونون محبّين لكم فى ذلك، لكنّ البعض الآخر يكونون اعداءً لكم فى امر آخرتكم لا سيّما اذا كانوا مخالفين او موافقين فى جهة الدّنيا لا فى جهة الآخرة سواءٌ ظهر منهم عداوةٌ فى الظّاهر او لم يظهر { فَٱحْذَرُوهُمْ } ولا تخالفوا امر الله فى رضاهم ولكن لا تدعوهم الى انفسهم وادعوا الله لهم واطلبوا من الله المغفرة لهم { وَإِن تَعْفُواْ } عن مسيئهم { وَتَصْفَحُواْ } بتطهير القلوب عن الحقد عليهم { وَتَغْفِرُواْ } مساويهم يغفر الله لكم ويرحمكم او يغفر الله لكم ولهم ويرحمكم وايّاهم { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } نسب الى الباقر (ع) فى هذه الآية، انّ الرّجل كان اذا اراد الهجرة الى رسول الله (ص) تعلّق به ابنه وامرأته وقالوا: ننشدك الله ان تذهب عنّا وتدعنا فنضيع بعدك، فمنهم من يطيع اهله فيقيم فحذّرهم الله ابناءهم ونساءهم ونهاهم عن طاعتهم، ومنهم من يمضى ويذرهم ويقول: اما والله لئن لم تهاجروا معى ثمّ يجمع الله بينى وبينكم فى دار الهجرة لا انفعكم بشيءٍ ابداً، فلمّا جمع الله بينه وبينهم امره الله ان يحسن اليهم ويصلهم فقال: وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فانّ الله غفورٌ رحيمٌ.