التفاسير

< >
عرض

خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ
٣
-التغابن

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } فلم يكن اسباب السّماوات والارض الّتى بها ايجادكم وابقاؤكم الاّ لامرٍ حقٍّ وغايةٍ شريفةٍ متقنةٍ لا لهذه الغايات الدّنيّة الباطلة الّتى هى وصول القوى الشّهويّة والغضبيّة والشّيطانيّة الى مستلذّاتها فلا تقطعوا غاياتكم الشّريفة ولا تبطلوا ذواتكم { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } لتكونوا مقرّبين له فانّه خلقكم وصوّركم مشتملين على جميع ما فى عالم الامر والخلق بل على جميع ما فى العالم الالهىّ لتصيروا بطرح الطّوارى عن وجوه ذواتكم بشأنه تعالى وتصيروا احقّاء بقربه فلا تبطلوا ذواتكم دون الوصول الى غاياتكم { وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } اى مصيركم ترغيب وتهديد يعنى استعدّوا للحضور عنده وتهيّؤا للوصول اليه بأحسن الوجوه.