التفاسير

< >
عرض

أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَدْ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً
١٠
رَّسُولاً يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزْقاً
١١
ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ ٱلأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِّتَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً
١٢
-الطلاق

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً } فى الدّنيا او القيامة وبعدها { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } الّذين صاروا ذوى لبٍّ بالولاية والبيعة الولويّة ولذلك فسّره بقوله { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالبيعة الخاصّة الولويّة ودخول الايمان بها فى قلوبهم، ويجوز ان يكون التّقدير يا ايّها الّذين آمنوا، ويجوز ان يكون خبراً لمبتدءٍ محذوفٍ { قَدْ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَّسُولاً } المراد بالذّكر الرّسول (ص)، او المراد بالذّكر جبرئيل، او المراد بالذّكر القرآن، ورسولاً بدل منه بدل الاشتمال { يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالبيعة العامّة او الخاصّة { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } بالوفاء بالشّروط المأخوذة فى البيعتين { مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزْقاً ٱللَّهُ } بدل من الله فى احسن الله له رزقاً، او مبتدءٌ خبره الموصول الآتى، او خبرٌ لمبتدءٍ محذوفٍ { ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ } فى العدد، روى عن الرّضا (ع): انّ الارضين السّبع احديها الارض الّتى تحت اقدامنا، وثانيتها السّماء الاولى، وثالثتها السّماء الثّانية، الى السّادسة، وعلى ما سبق منّا مكرّراً من انّ العوالم بعضها الغالب عليه الكيفيّة الارضيّة، وبعضها الغالب عليه الكيفيّة السّماويّة نقول: الارض الاولى هى الهيولى الاولى، والثّانية الامتداد الجسمانىّ، والثّالثة البسائط العنصريّة، والرّابعة المادّة الجماديّة، والخامسة المادّة النّباتيّة، والسّادسة المادّة الحيوانيّة، والسّابعة المادّة البشريّة؛ او الاولى عالم المثال السّفلىّ، والثّانية عالم الموادّ، والثّالثة عالم الطّبائع، والرّابعة عالم النّفوس النّباتيّة، والخامسة عالم النّفوس الحيوانيّة، والسّادسة عالم النّفوس البشريّة، والسّابعة عالم المثال العلوىّ { يَتَنَزَّلُ ٱلأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِّتَعْلَمُوۤاْ } بتنزّل الامر بينهنّ او بخلق السّماوات السّبع والارضين السّبع { أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمَا } فانّ النّاظر الى السّماوات فى العالم الكبير او الصّغير والى الارضين فيهما يظهر آثار قدرته وعلمه ورأفته بخلقه له، وهكذا احاطة علمه بالجليل والحقير.