التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُواْ ذَوَىْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً
٢
-الطلاق

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ } اى قاربن من آخر مدّتهنّ { فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ } اى راجعوهنّ وأمسكوهنّ فى بيوتكم مع ان تحسنوا صحبتهنّ وقسامتهنّ { أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ } بنحو يعدّه العقل والعرف حسناً بان تدعوهنّ يخرجن من بيوتكم ويتزوّجن بغيركم { وَأَشْهِدُواْ ذَوَي عَدْلٍ مِّنكُمْ } على الطّلاق او على الطّلاق وعلى الامساك يعنى الرّجوع اليهنّ { وَأَقِيمُواْ } ايّها الشّهود { ٱلشَّهَادَةَ لِلَّهِ } لابتغاء مرضاة الله لا لرضا المشهود له، او للاعراض والاغراض الدّنيويّة { ذَلِكُمْ } الامر بالطّلاق فى الطّهر واحصاء العدّة وعدم اخراج المطلّقات والامساك بالمعروف او المفارقة بالمعروف { يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } فانّه الملتفت لحكمه ومصالحه والطّالب لان يأتمر بأوامر الله { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ } فى خلاف اوامره ونواهيه والتّجاوز عن حدوده { يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً } من شبهات الدّنيا ومن غمرات الموت وشدائد يوم القيامة ومن كلّ فتنة ومن كلّ بليّة فى الدّنيا او الآخرة وقد اشير الى كلّ فى الاخبار، ولعلّ اطلاق المخرج كان لتعميمه لكلّ ما يمكن ان يصدق عليه، وعن الصّادق (ع) عن آبائه عن علىٍّ (ع): من آتاه الله برزق لم يخط اليه برجله، ولم يمدّ اليه يده، ولم يتكلّم فيه بلسانه، ولم يشدّ اليه ثيابه، ولم يتعرّض له كان ممّن ذكره الله عزّ وجلّ فى كتابه: { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ } (الآية)، وعنه (ع) انّ قوماً من اصحاب رسول الله (ص) لمّا نزلت هذه الآية اغلقوا الباب واقبلوا على العبادة وقالوا: قد كفينا فبلغ ذلك النّبىّ (ص) فأرسل اليهم فقال: "ما حملكم على ما صنعتم؟ - فقالوا: يا رسول الله (ص) تكفّل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة، فقال: انّه من فعل ذلك لم يستجب له، عليكم بالطّلب" .