التفاسير

< >
عرض

وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
٣
-الطلاق

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ } عن الصّادق (ع): هؤلاء قومٌ من شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحمّلون به الينا فيستمعون حديثنا ويقتبسون من علمنا فيرحل قوم فوقهم وينفقون اموالهم ويتعبون ابدانهم حتّى يدخلوا علينا فيسمعوا حديثنا فينقلوه اليهم فيعيه هؤلاء ويضيعه هؤلاء فاولئك الّذين يجعل الله عزّ وجلّ لهم مخرجاً ويرزقهم من حيث لا يحتسبون، ولا يخفى تعميم الرّزق للرّزق النّباتىّ والحيوانىّ والانسانىّ { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ } فى امور دنياه وآخرته لانّ التّوكّل عبارة عن الخروج عن ارادة النّفس وانتفاعه والايتمار بأمر الله من دون النّظر الى غايةٍ نافعةٍ من امره تعالى وامتثاله للنّفس، وهذا المعنى لا ينافى الجدّ فى مكاسب الدّنيا او عبادات العقبى كما يظنّ { فَهُوَ حَسْبُهُ } لكمال علمه وقدرته واحاطته { إنَّ ٱللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ } الى ما يريد من غير مانعٍ يمنعه ومن غير عجز له { قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: فما لنا نرى المتوكّلين على الله لا يكفى مهمّاتهم؟ - فقال: قد جعل الله لكلّ شيءٍ قدراً تقديراً فى عالم التّقدير، او مقدّراً لا يتجاوز عنه، ولذلك: لا يعجّل كفاية امور المتوكّلين، او هو ايضاً تعليل للامر بالتّوكّل.