التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلْنَٰهَا رُجُوماً لِّلشَّيَٰطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ
٥
-الملك

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا } اى اقرب السّماوات الى الارض فانّ جنس سماء الطّبع اقرب اصناف السّماوات الى الارض، وان كان المكوكبة منه هى الثّامنة منها، فانّ سماوات عالم المثال وعالم النّفوس وعالم العقول ابعد السّماوات الى الارض، وهكذا فى العالم الصّغير سماء الصّدر المنشرح بالاسلام وسماء القلب الدّاخل فيه الايمان اقرب السّماوات الى ارض البدن وارض النّفس الامّارة واللّوّامة { بِمَصَابِيحَ } بالكواكب الصّوريّة او بالكواكب الذّكريّة النّفسانيّة { وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ } كون النّجوم الذّكريّة رجوماً للشّياطين واضح، وامّا كون الشّهب السّماويّة رجوماً للشّياطين فقد انكر الفلاسفة سقوط الكواكب عن محالّها لانّها بسائط وليست مركّبةً من العناصر بل هى على ما خلقت من غير تغييرٍ وتغيّر، والشّهب الّتى تترائى انّما تتكوّن فى كرة الدّخان وهى انموذج للشّهب الّتى بها ترجم الشّياطين والاّ فالشّياطين من اهل عالم المثال السّفلىّ ولا تزاحم بين اهل عالم المثالين واجزاء عالم الطّبع، وقد مضى فى سورة الحجر وسورة الصّافّات بيان لهذه الآية { وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ } فى الآخرة.