التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ
٤
-القلم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } الخلق بالضّمّ وبالضّمّتين السّجيّة والطّبع والمروءة والدّين، والكلّ مناسب ههناً، ولكنّ المراد هو السّجيّة، فانّ المقصود انّك على خلقٍ تتحمّل به كلّ ما يرد عليك ممّا يغيّر غيرك اذا ورد عليه ولا يغيّرك لا ظاهراً ولا باطناً، ومثل ذلك الخلق لا يكون الاّ عن دين عظيم هو ولاية علىٍّ (ع) وهى الولاية المطلقة، فانّ من ترقّى عن مقام البشريّة ووصل الى مقام الولاية المطلقة يتبدّل جميع اوصافه الرّذيلة الّتى هى الاخلاق الحيوانيّة والرّذائل النّفسانيّة بالاوصاف الملكيّة الّتى هى الخصائل الحسنة ومنها المروّة الكاملة، وسبب الكلّ هو الطّبع الكامل والمزاج المعتدل وقد فسّر فى الاخبار بالدّين والاسلام، وعن الصّادق (ع): انّ الله عزّ وجلّ ادّب نبيّه (ص) فأحسن ادبه فلمّا اكمل له الادب قال: انّك لعلى خلق عظيمٍ، وفى خبر انّ الله ادّب نبيّه (ص) فاحسن تأديبه فقال: خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين، فلمّا كان ذلك انزل الله انّك لعلى خلقٍ عظيمٍ.