التفاسير

< >
عرض

لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ
١٢
-الحاقة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } اى لنجعل الفعلة من طغيان الماء وحملكم فى الجارية واهلاك الكافرين وانجاء المؤمنين تذكرةً لكم وعظةً وتعى هذه الفعلة او التّذكرة اذن واعية، وللاشارة الى التّأويل روى انّه قال الرّسول (ص) لعلىٍّ (ع): "يا علىّ انّ الله تعالى أمرنى ان ادنيك ولا اقصيك، وان اعلّمك وتعى، وحقّ على الله ان تعى" ، فنزل: وتعيها اذنٌ واعيةٌ، وفيه اشارة ما الى التّأويل فانّ فيه انّا لمّا التقى ماء البحر الاجاج من الارض الهيولويّة وماء سماء الاهوية وطغى الماءان الملتقيان وحملناكم فى سفينة نوحٍ (ع) الّتى هى سفينة الشّريعة الّتى من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك، او سفينة الولاية الّتى هى المركب المنجى الحقيقىّ فانّ مثل عترته مثل سفينة نوحٍ (ع) ينجو من ركبها ويهلك من تخلّف عنها، لنجعل تلك الفعلة من طغيان الماء او ركوب السّفينة او نفس السّفينة الّتى هى الشّريعة او الطّريقة تذكرة لامور الآخرة وتعيها اى الشّريعة او الطّريقة بآدابها، او هذه التّذكرة اذن واعية شأنها ان تعى ما يسمع ويرى، وورد انّ رسول الله (ص) لمّا نزلت هذه الآية قال: "سألت الله عزّ وجلّ ان يجعلها اذنك يا علىّ (ع)" ، وفى روايةٍ قال (ص): " اللّهمّ اجعلها اذن علىٍّ (ع)"