التفاسير

< >
عرض

الۤمۤصۤ
١
-الأعراف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

قد مضى فى اوّل البقرة، انّه فى حال المحو والغشى وانقلاب الدّنيا الى الآخرة يرى الانسان ويشاهد من الحقائق فيعبّر له عمّا يشاهده بالحروف المقطّعة ويفهم من تلك ما يشاهد من الحقائق، ثمّ بعد الافاقة لا يمكنه القاء تلك الحقائق على الغير وافهامها ايّاه فضلاً عن التعبير عنها بتلك الحروف وافهامها بها، واذا القى تلك الحروف على غيره مشيراً الى تلك الحقائق لا يمكن له تفسيرها الاّ بما يناسبها كالمنامات وتعبيراتها، فانّ المناسبات الّتى تذكر للغير كالمناسبات الّتى يراها النّائم من الحقائق فى المنام، فانّ حال الخلق بالنّسبة الى الحقائق كالحال النّائم بالنّسبة اليها من غير فرقٍ، لانّ الخلق نائمون عن الحقائق ولذلك اختلف الاخبار فى تفاسيرها وتحيّر الخلق فى فهمها والتّعبير عنها وقد ذكر فى تفسيرها وجوه عديدة متخالفة متناسبة فى الاخبار والتّفاسير؛ والكلّ راجع الى ما ذكرنا من التّعبير عن تلك الحقائق بما يناسبها وتفسيرها بحسب صورة تلك الحروف من حيث الخواصّ والاعداد والفوائد المترتّبة عليها والاشارات المستنبطة منها، كقيام قائم من ولد هاشم عند انقضاء مدّة مقطعّات اوّل كلّ سورة منها، وانقضاء ملك بنى اميّة عند انقضاء المص كما ورد فى الاخبار لا ينافى ما ذكرنا، فانّها ممّا يستنبط من اعتبار حروفها ولا ينافى ذلك اعتبار حقائقها.