التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَآ أَن لَّوْ نَشَآءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ
١٠٠
-الأعراف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَوَلَمْ يَهْدِ } قرئ بالنّون وبالغيبة وعلى هذا القراءة فالفاعل ضمير المصدر اى الم يقع الهدى او ضمير أخذ المكذّبين بما كانوا يكسبون، او الفاعل قوله ان لو نشاء اصبناهم يعنى الم يهد قدرتنا على الاصابة ان شئنا، بمعنى علمهم بقدرتنا من ملاحظة حال الماضين { لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلأَرْضَ } الّلام للتّقوية او لتضمين يهد معنى يبيّن اى الم يبيّن للّذين يرثون الارض { مِن بَعْدِ أَهْلِهَآ } او من اهلاكنا اهل الارض { أَن لَّوْ نَشَآءُ } اى انّه لو نشاء وهو مفعولٌ ثانٍ ليهد او فاعلٌ كما ذكر { أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ } كما سمعوا وشاهدوا من الماضين { وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } عطف على اصبناهم او على الم يهد فانّ الاستفهام التّوبيحّى يقرّر ما بعده نفياً كان او اثباتاً كأنّه قيل: ما يهتدون الى طريق الآخرة والتّوحيد ونطبع او هو مستأنف بمعنى ولكن نطبع على قلوبهم { فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } الخبر.