التفاسير

< >
عرض

وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي ٱلسَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
١٦٣
-الأعراف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ } حتّى تذكّرهم سوء عاقبة اهلها لسوء صنيعتهم حتّى يكون نصب اعينهم وتذكرة لقومك { إِذْ يَعْدُونَ فِي ٱلسَّبْتِ } هو بدل من القرية نحو بدل الاشتمال والمعنى اسئلهم عن حال اهل القرية عن وقت عدوهم والاتيان بالمضارع مع ارادة المضىّ للاشارة الى استمرارهم عليه كانوا يتجاوزون حدود الله فى السّبت، فان السّبت كان عيدهم وكان له حرمة عندهم وكان الاحد عيداً للنّصارى كما كان الجمعة عيداً لمحمّد (ص)، ومن هذا ادّعى الصّابئون انّ انبياء العرب كانوا يعبدون الكواكب، فقالوا انّ محمّداً (ص) كان يعبد الزّهرة ولذا اختار من الدّنيا النّساء والطّيب لانّهما كانتا منسوبتين الى الزّهرة واختار من الايّام الجمعة لانّها منسوبة اليها، وكان موسى (ع) يعبد الزّحل ولذا اختار السّبت، وعيسى (ع) يعبد الشّمس ولذا اختار الاحد { إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ } وكانوا منهيّين عن الصّيد يوم السّبت { شُرَّعاً } ظاهرة قريبة التّناول ابتلاءً لهم { وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ } كانوا مشتاقين الى الصّيد منتظرين تمام الاسبوع ولم يتيسّر لهم فاذا كان يوم سبتهم وكانوا ممنوعين من الصّيد لحرمته وللعبادة فيه تأتيهم الحيتان ظاهرة قريبة بحيث لا يمكنهم الصّبر عن الصّيد؛ أعاذنا الله من امتحانه وابتلائه { كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } يعنى انّ هذا الابتلاء كان بسبب فسقهم وعصيانهم، والاتيان بالمستقبل لاحضار الماضى او المراد انّا كما بلوناهم سابقاً نبلوهم فيما يأتى، او المراد كذلك نبلو امّتك.