التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ
٨٦
-الأعراف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ } اخّره عن قوله: ذلكم خير لكم اشارةً الى عدم تسويته مع ما سبق فى القبح وانّه لا يتصوّر فيه خير نفسانىّ ايضاً وانّه اقبح الاشياء للمؤمنين وغيره، وقيل فى نزوله: انّهم كانوا يقعدون فى الطّريق يتوعّدون من اراد شعيباً ومن آمن به ويلقون الشّبهات على الخلق باظهار اعوجاج دينه واختلال طريقه كما كان ديدن الخلق كذلك قديماً وجديداً خصوصاً فى زماننا هذا، او المقصود نهيهم من القعود فى طرق النّفوس كالشّيطان وصدّ سبيلهم الى الله والى خلفائه { وَتَصُدُّونَ } عطف على توعدون { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ } اى بالله يعنى تصدّون من أيقن بالله عن سبيل الله الّتى هى قبول النّبوّة بالبيعة العامّة او تصدّون من آمن بالله بقبول الدّعوة العامّة وبالبيعة النّبويّة عن سبيل الله الّتى هى قبول الولاية بالبيعة الخاصّة { وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً } تطلبون لسبيل الله اعوجاجاً حتّى تظهروه على الخلق وتصدّونهم عنها او تبغونها من حيث عوجها او تبغونها حال كونها معوجّة يعنى ان كانت معوجّة تطلبونها بخلاف ما اذا كانت مستقيمةً لاعوجاجكم { وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ } بعد ما امرهم ونهاهم بضدّ فعلهم ذكّرهم نعمة الله الّتى هم فيها من البركة فى النّسل او فى المال ليكسر به سورة غضبهم حتّى يستعدّوا لقبول نصحه بتذكّر النّعمة وشكرها { وَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ } ذكّرهم النّعمة الّتى هى اثر رحمته تعالى والنّقمة الّلاحقة لامثالهم بسبب الافساد الّتى هى اثر غضبه جمعاً بين اللّطف والقهر والتّبشير والانذار كما هو وظيفة الدّعوة والنّصح.