التفاسير

< >
عرض

رَّبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً
٢٨
-نوح

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ رَّبِّ ٱغْفِرْ لِي } بعد ما دعا على قومه لشدّة غضبه لله تضرّع على الله واستغفر من غضبه لله فانّ الحبّ فى الله اولى من البغض فى الله { وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً } عن الصّادق (ع) يعنى الولاية، من دخل فى الولاية دخل فى بيت الانبياء (ع) { وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } اى المسلمين والمسلمات الّذين قبلوا الدّعوة العامّة ولم يقبلوا الدّعوة الخاصّة، او المراد بهم المؤمنون والمؤمنات بالولاية بالبيعة الخاصّة الولويّة لكنّ المراد بمن دخل بيته من باع البيعة الخاصّة على يده، وبالمؤمنين والمؤمنات من باع البيعة الخاصّة على يده وعلى ايدى غيره من الانبياء والاولياء (ع) { وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً } بعد دعائه للمؤمنين كرّر دعاءه على الظّالمين لجمعه بين الحبّ فى الله والبغض فيه، وهذا هو الكمال التّامّ للانسان حيث لا يذهب بغضه فى الله حبّه فى الله، ولا حبّه فى الله بغضه فى الله كما اشار تعالى الى هذا الكمال بقوله: { { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ } [الفتح: 29]، قيل: دعا نوح (ع) دعوتين، دعوة على الكفّار ودعوة للمؤمنين، فاستجاب الله دعوته على الكافرين فأهلك من كان منهم على وجه الارض، ونرجو ان يستجيب ايضاً دعوته للمؤمنين فيغفر لهم.