التفاسير

< >
عرض

نِّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً
٣
أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً
٤
-المزمل

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ نِّصْفَهُ } بدل من المستثنى او المستثنى منه، وايّاً ما كان فالمعنى واحد { أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ } قليلاً، او المعنى يا من تلفّف بثياب طبعه من افراد البشر قم فى ليل طبعك وظلمة نفسك، او عن ليل طبعك واهوية نفسك للسّلوك الى ربّك الاّ قليلاً من اللّيل فانّ ضروريّات البدن تحصل فى قليل من اللّيل فى نصفه او اكثر او انقص، فانّ الوقت ينبغى ان يكون اثلاثاً او ارباعاً لطلب المعيشة وتلذّذات النّفوس وطلب المعاد، او طلب المعاش وتلذّذات النّفوس والرّاحة وطلب المعاد، يعنى ان كنت قويّاً فاجعل نصف اوقاتك للسّلوك الى الله، وان كنت اقوى فاجعل اكثر اوقاتك للسّلوك، وان كنت ضعيفاً فاجعل قليلاً من اوقاتك للسّلوك { وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } ترتيل القرآن بحسب لفظه ان تقرأه قراءةً متوسّطة بين السّرعة المفرطة والبطوء المفرّط وابانة حروفه وحفظ وقوفه، فانّ ترتيل الكلام ان تحسن تأليفه وتترسّل فيه كما عن الصّادق (ع) انّه قال: قال امير المؤمنين (ع) فى بيان الآية: بيّنه تبييناً ولا تهذّه هذّ الشّعر ولا تنثره نثر الرّمل ولكن افزعوا قلوبكم القاسية ولا يكن همّ احدكم آخر السّورة، وفى خبرٍ آخر: هو حفظ الوقوف وبيان الحروف، وفى خبرٍ: هو ان تمكث وتحسن به صوتك، او المعنى فصّل المعانى المجتمعة المندرجة فى وجودك بعد القيام من رقدتك وغفلتك، واخرج ما كان فيك بالقوّة الى الفعليّة بالنّظر والمراقبة الّتى هى من لوازم سلوكك، وانظر الى خطرات نفسك انّها من اىّ الخطرات شيطانيّةٌ هى ام رحمانيّة وانظر الى تجليّات ربّك وجذباته، ولعلّه للاشارة الى هذا الوجه من التّأويل قال امير المؤمنين (ع): ولكن افزعوا قلوبكم القاسية ولا يكن همّ احدكم آخر السّورة.