التفاسير

< >
عرض

إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً
١٠
-الإنسان

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً } كريهاً يعبس فيه الوجوه { قَمْطَرِيراً } شديد العبوس قد روى كثيراً من العامّة والخاصّة انّ الآيات الى قوله: وكان سعيكم مشكوراً نزلت فى علىٍّ (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) وجارية لهم تسمّى فضّة، والاخبار الواردة مختلفة بحسب الالفاظ مجمل مضمون اكثرها واشهرها انّه مرض الحسن (ع) والحسين (ع) فنذر هو وفاطمة (ع) وفضّة صوم ثلاثة ايّام ان شفاهما الله فبرئا واستقرض علىّ (ع) ثلاثة اصوع من الشّعير من يهودىٍّ او آجر نفسه يهوديّاً ليغزل له صوفاً واخذ ثلاثة اصوع من الشّعير فصاموا وطحنت فاطمة (ع) صاعاً منها واختبزته وصلّى علىّ (ع) المغرب وقرّبته اليهم فاتاهم مسكينٌ يدعو لهم وسألهم، فأعطوه ولم يذوقوا الاّ الماء، فلمّا كان اليوم الثّانى اختبزت صاعاً آخر منها وقرّبته وقت الافطار اليهم، فاذاً يتيمٌ بالباب يستطعم، فأعطوه ولم يذوقوا الاّ الماء، فلمّا كان اليوم الثّالث جاء اسير يستطعم، فاعطوه ولم يذوقوا الاّ الماء، فلمّا كان اليوم الرّابع وقد قضوا نذورهم اتى علىّ (ع) ومعه الحسن (ع) والحسين (ع) الى النّبىّ (ص) وبهما ضعف فبكى رسول الله (ص) ونزل جبرئيل بسورة هل أتى، وفى بعض الاخبار فرءاهم النّبىّ (ص) جياعاً فنزل جبرئيل ومعه صحفةٌ من الذّهب مرصّعة بالدّرّ والياقوت مملوّة من الثّريد وعُراق يفوح منها رائحة المسك والكافور فجلسوا واكلوا حتّى شبعوا ولم ينقص منها لقمة واحدة، "وخرج الحسن (ع) والحسين (ع) ومع الحسين قطعة عراق فنادته يهوديّة: يا اهل البيت الجوع من أين لكم هذه؟ اطعمنيها، فمدّ يده الحسين (ع) ليطعمها فهبط جبرئيل واخذها من يده ورفع الصحفة الى السّماء، فقال (ص): لولا ما اراد الحسين (ع) من اطعام الجارية تلك القطعة لتركت تلك الصحفة فى اهل بيتى يأكلون منها الى يوم القيامة" .