التفاسير

< >
عرض

ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ
٣٠
لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ
٣١
-المرسلات

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ٱنطَلِقُوۤاْ } قرئ هذا امراً، وقرئ على الاخبار جواباً لسؤالٍ مقدّرٍ { إِلَىٰ ظِلٍّ } اى ظلّ دخان جهنّم بقرينة ما يأتى { ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ }.
اعلم، انّ النّفس الانسانيّة الامّارة مظهر لجهنّم، وكلّما لها من الاوصاف الرّذيلة شعبة وشعلة من لهبها، وهى سبب لدخولها، وانّ اصل جميع الرّذائل هى القوى الثّلاث البهيميّة والسّبعيّة والشّيطانيّة، وانّها لهبات من الجحيم وادخنة منها تحترق الانسانيّة بها، وما دام الانسان فى الدّنيا وكان اسيراً للنّفس الامّارة لا يستشعر بحرقته فاذا مات تمثّل له ما كان مخفيّاً عنه فى الدّنيا فيظهر عليه اللّهبات الثّلاث وادخنتها وظلال ادخنتها فيقال له: انطلق الى هذا الظّلّ، استهزاءً، فينطلق الى ظلّها لانّه كان فى الدّنيا مسخّراً لها ويكون ذلك الظّلّ غير ذى برودة ولذلك قال { لاَّ ظَلِيلٍ } لانّه ظلّ الدّخان فيكون حارّاً لا بارداً وهذا ردّ لما اوهم لفظ الظّنّ { وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ } اى من حرّ اللّهب كسائر الظّلال المغنية من حرّ الشّمس.