التفاسير

< >
عرض

وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا
٣٠
-النازعات

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } اى بعد بناء السّماء ورفع سمكها واظلامِ ليلها واخراج ضحيها، ودحو الارض عبارة عن بسطها.
اعلم، انّه لا تقدّم لسماء العالم الكبير على ارضها، وما ورد فى الآيات والاخبار مشعراً بتقدّم خلق الارض على السّماء او تقدّم السّماء على الارض فمؤّل لانّه ليس بين الارض والسّماء علّيّة لعدم جواز العلّيّة بين الاجسام كما قرّر فى محلّه ولذلك قيل: المراد بقوله تعالى بعد ذلك مع ذلك اى الارض مع بناء السّماء دحاها فليكن المراد بدحو الارض بسطها بتوليد مواليدها، فانّ مرتبة المواليد فى الخلقة بعد مرتبة العناصر والسّماوات، او ليكن بعد بمعنى مع كما قيل: او ليكن المقصود من الارض والسّماء ما فى العالم الصّغير فانّ سماءه بوجهٍ مقدّمة على ارضه وبوجهٍ مؤخّرة.