التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ
٢٣
-الأنفال

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ } هذه الشّرطيّة لانتفاء الثّانى لانتفاء الاوّل كما هو اكثر موارد استعمال لو لغةً وليست لمحض بيان الملازمة بين التّالى والمقدّم كما هو طريقة استعمال المنطقيّين { وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ } هذه الشّرطية لبيان الملازمة بين التّالى والمقدّم الّذى هو ضدّ ملزوم التّالى مع الاشعار بتحقّق ملزومه الواقعىّ مبالغة فى تحقّق التّالى مثل: لو لم يخف الله لم يعصه، فليست القضيّتان على طريقة استعمال الشّرطيّات فى المنطق واقيستها حيث يظنّ انهما صورة قياسٍ اقترانىٍّ من الشّكل الاوّل، ولو سلّم فالكبرى مهملة غير منتجة فالبحث بانّه قياس من الشّكل الاوّل وينتج: لو علم الله فيهم خيراً لتولّوا، ساقط من اصله، ولو سلّم صحّة القياس فالنتيجة صحيحة من قبيل: لو لم يخف الله لم يعصه.