التفاسير

< >
عرض

قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ
٣٨
-الأنفال

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } مخاطباً لهم قولى { إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ } او مضمون ان ينتهوا يغفر لهم او قل فى حقّهم فالعبارة على ما هو حقّها، والمراد بالكفر الكفر بالله او بالنّبىّ (ص) او بالولىّ (ع) او بالولاية التّكوينيّة الّتى هى وجهة القلب وطريق الآخرة، ولذا ورد عن الباقر (ع) انّه قال له رجل: انّى كنت عاملاً لبنى امّية فاصبت مالاً كثيراً فظننت انّ ذلك لا يحلّ لى فسألت عن ذلك فقيل لى: انّ اهلك ومالك وكلّ شيءٍ لك فهو حرام فقال (ع): ليس كما قالوا لك، قال فلى توبة؟ - قال (ع): نعم، توبتك فى كتاب الله قل للّذين كفروا وان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف، فعدّه (ع) من الكافرين حيث كفر بالولاية التّكليفيّة او التّكوينيّة { وَإِنْ يَعُودُواْ } الى ما كانوا فيه من الكفر باحد معانيه ولوازمه من معاداة الرّسول (ص) ومقاتلته مضت معاداتهم على نبيّنا (ص) ولم يبق عليه شينها وبقى عليهم عقوبتها { فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ } الّذين كفروا وعادوا انبيائهم (ع) او المعنى ان يعودوا الى ما هم فيه فليتوقّعوا عذابنا وانتقامنا كما انتقمنا عمّن سلف ولا اختفاء فى انتقامنا عن السّالفين فقد مضت سنّة الاوّلين وصارت اسماراً بحيث لم يبق احد الا وقد سمعها.