التفاسير

< >
عرض

وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ
١
-المطففين

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } الطّفيف القليل والنّاقص من الشّيء، والمطفّف كما فسّرته الآية هو الّذى يعطى اقلّ من الوزن او الكيل الّذى وقع البيع عليه ويأخذ بأكثر ممّا وقع البيع عليه، فانّه ايضاً تقليل فى الثّمن فالتّطفيف لا يكون الاّ فى المعاملات، والمعاملات تكون بين الشّخص وبين الله، او بينه وبين من فوقه فى الدّين مثل امامه واخوانه الّذين سبقوه بالايمان، او تكون بين الشّخص ومن تحت يده من اهله واولاده وخادمه وخادمته، او بينه وبين من كان مساوياً له فى الدّين او فى الدّنيا كسائر المؤمنين من عشائره وغيرهم، او بينه وبين من كان ادون منه كسائر فرق المسلمين، وجميع انواع الكفّار، وايضاً تكون المعاملات امّا فى الاموال والاعراض الدّنيويّة او فى الافعال والآداب البدنيّة، او فى الاحوال والاغراض والاخلاق النّفسيّة، او فى العلوم والعقائد القلبيّة ولكلٍّ من العباد وسائر افراد الحيوان حقٌّ عليك لا بدّ ان تؤدّيه وافياً ولك على كلٍّ حقّ لا بدّ ان يؤدّوه وافياً، فان كنت لا توفّى الحقّ الّذى عليك كنت مطفّفاً، وان كنت تطلب منهم اكثر من حقّك الّذى عليهم كنت مطفّفاً فانظر الى حالك مع ربّك ومع خلقه حتّى لا تكون مطفّفاً، هيهات هيهات!. كيف نخرج من التّطفيف ونطلب من الله ما لا نقدر على اداء شكر عشرٍ من اعشار ما اعطاناه! ونطلب عن الخلق الثّناء على ما لا نفعل ونغضب ان ذمّونا على ما لنا من المعايب والنّقائص! فما لم نخرج من الانانيّات ولم نصر عبداً لله فانياً فيه لم نخرج من التّطفيف فلنطلب العفو من الله والمغفرة منه لتطفيفاتنا.