التفاسير

< >
عرض

إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ
١٣
كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
١٤
-المطففين

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا } التّدوينيّة فى بيان الاحكام الشّرعيّة، او فى المواعظ والنّصائح، او فى بيان آياتنا التّكوينيّة الحاصلة فى الآفاق او الانفس وخصوصاً الآيات العظمى الّذين هم الانبياء والاوصياء (ع)، او فى بيان آيتنا العظمى الّذى هو علىّ (ع) وولايته { قَالَ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ كَلاَّ } ردع له عن هذا القول { بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } اى ليس آياتنا من الاساطير بل ران، والرّين الطّبع والدّنس، وران ذنبه على قلبه غلب { مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } فانّ ما كانوا يكسبون لم يكن الاّ فعليّة جهة النّفس السّفلى وهى ختم لجهتها العليا وكدرة لها وسدّ لروزنتها الى الملكوت العليا، وروى عن الباقر (ع): ما من عبدٍ مؤمنٍ الاّ وفى قلبه نكتة بيضاء فاذا اذنب ذنباً خرج فى تلك النّكتة نكتة سوداء، فان تاب ذهب ذلك السّواد وان تمارى فى الذّنوب زاد ذلك السّواد حتّى يغطّى البياض، فاذا غطّى البياض لم يرجع صاحبه الى خيرٍ ابداً وهو قول الله عزّ وجلّ: { بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }.