التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٦
كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ
٧
-المطففين

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ كَلاَّ } ردع عن عدم ظنّ البعث { إِنَّ كِتَابَ ٱلْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } قدّم بيان احوال الفجّار لفى سجّينٍ لانّ الكلام فيهم ولان يختم الآية بالابرار واحوالهم، والسّجين الدّائم والشّديد وهو مبالغة فى السّجن فانّه عبارة عن الملكوت السّفلى الّتى هى دار الجنّة والشّياطين وفيها الجحيم ونيرانها وعقاربها وحيّاتها، وهى والملكوت العليا مكتنفتان بالانسان، فان كان اعماله من حيث انقياده تحت حكم العالم وتقليده له كان كلّما عمل منها حصل له منها صورة فى نفسه من حيث جهتها العليا وكان يكتب الكتبة اعماله فى الكتب الّتى هى من العالم العلوىّ ويعبّر عنه بالعلّيّين مبالغة فى العلوّ، وان لم يكن بتقليد العالم كان كلّما عمل من الاعمال حصل له منها صورة فى نفسه من حيث جهتها السّفلى وكان يكتب الكتبة اعماله فى الكتب الّتى هى من العالم السّفلى ويعبّر عنه بالسّجين مبالغة فى السّجن فانّه اضيق سجن للنّفوس الانسانيّة، ولمّا كان كلّ عالم كتاباً من الحقّ تعالى مرقوماً بصورة ونفوسه على صفحات موادّ ذلك العالم فسّر السّجّين بقوله كتاب.