التفاسير

< >
عرض

وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
١٧
إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ
١٨
صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ
١٩
-الأعلى

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ } من الدّنيا يعنى على زعمكم انّ الدّنيا لها حسن او بحسب الواقع فانّ الدّنيا باعتبار انّها مزرعة الآخرة كان لها محاسن عديدة { وَأَبْقَىٰ إِنَّ هَـٰذَا } اى فلاح من تزكّى وذكر اسم ربّه فصلّى، او كون الآخرة خيراً وأبقى { لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ } "عن ابى ذرٍّرحمه الله انّه سأل رسول الله (ص) كم انزل الله من كتابٍ؟ - قال: مائة كتاب واربعة كتب، فأنزل الله على شيث خمسين صحيفةً، وعلى ادريس ثلاثين صحيفةً، وعلى ابراهيم عشرين صحيفةً، فانزل التّوراة والانجيل والزّبور والفرقان، قال: قلت: يا رسول الله (ص) وما كان صحف ابراهيم (ع)؟ - قال: كانت امثالاً كلّها، وكان فيها: ايّها الملك المبتلى المغرور انّى لم ابعثك لتجمع الدّنيا بعضها الى بعضٍ ولكنّى بعثتك لتردّ عنّى دعوة المظلوم فانّى لا اردّها وان كانت من كافرٍ، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوباً ان يكون له ثلاث ساعاتٍ، ساعة يناجى ربّه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكّر فيما صنع الله عزّ وجلّ اليه، وساعة يخلو فيها بحظّ نفسه من الحلال فانّ هذه السّاعة عون لتلك السّاعات، واستجمامٌ للقلوب وتوديع لها، وعلى العاقل ان يكون بصيراً بزمانه مقبلاً على شانه، حافظاً للسانه، فانّ من حسب كلامه من عمله قلّ كلامه الاّ فيما يعنيه، وعلى العاقل ان يكون طالباً لثلاثٍ، مرمّةٍ لمعاش، وتزوّد لمعادٍ، وتلذّذٍ فى غير محرّم (الى ان قال) قلت: فهل فى ايدينا ممّا انزل الله عليك شيءٌ ممّا كان فى صحف ابراهيم (ع) وموسى (ع)؟ - قال: يا ابا ذرّ اقرء: قد افلح من تزكّى" .