التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ
٧
-الأعلى

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } استثناء مفرّغ من قوله سنقرئك، او من قوله فلا تنسى اى سنقرئك جميع ما يمكن ان نقرئك الاّ ما شاء الله او فلا تنسى شيئاً منها الاّ ما شاء الله فانّك بحسب بشريّتك ومرتبةٍ منك واقع فى دار النّسيان فيقع منك نسيانٌ ما بمشيّة الله { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ وتعليل لقوله: سبّح يعنى سبّح اسم ربّك بقولك المجهور والمخفىّ او بأعمالك الظّاهرة والباطنة لانّ الله يعلم الجهر والمخفىّ، او جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ ناشٍ عن قوله فلا تنسى الاّ ما شاء الله كأنّه قيل: هل يعلم الله تذكّر العباد ونسيانهم؟ - فقال: انّه يعلم المذكور الّذى كان ظاهراً على الخيال والمنسىّ الّذى كان مخفيّاً عنه، او يعلم مطلق الظّاهر والمخفىّ ومنهما المذكور والمنسىّ، او جواب سؤالٍ ناشٍ من قوله: { وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ } بناءً على تعميم المرعى للقوى والمدارك والاهوية الانسانيّة كأنّه قيل: هل يعلم الله مخفيّات الانسان ومكموناته حتّى يخرجها؟ - فقال: انّه يعلم الظّاهر من اقواله وافعاله واحواله واخلاقه والمخفىّ منها، ولكون هذا جواباً لسؤالٍ مقدّرٍ عدل عن التّكلّم الى الغيبة.