التفاسير

< >
عرض

وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ
٨
فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ
٩
-الأعلى

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَنُيَسِّرُكَ } اى نليّنك ونسهّل حالتك { لِ } لجهة ا { لْيُسْرَىٰ } وهى جهة الكثرات فانّك كنت منزجراً عن الكثرات فارّاً منها منقبضاً عنها، وبعد اخراج مرعى وجودك وجعله غثاءً تأنس بالكثرات نحو انسك بالله فانّك تراها مظاهر لله تعالى فيسهل عليك التّوجّه اليها والمحادثة معها، وقيل فيه غير ذلك فاذا صرت ليّن الجانب بالنّسبة الى الكثرات { فَذَكِّرْ } الخلق بالله وباحكامه وبالمعاد وجنّته وناره لتكميلهم { إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ } قيل: شرط للتّذكير يعنى ان لم تنفع فلا تذكّر، وهذا منافٍ لتعميم دعوته، وقيل: المعنى ان نفعت الذّكرى وان لم تنفع، وقيل: ان بمعنى قد، وقيل: قال تعالى ذلك بعد ما عمّهم بالتّذكير ولزمت الحجّة، وقيل: استبعاد لنفعهم بالذّكرى.