التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ
١٧
وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ
١٨
وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً
١٩
-الفجر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ كَلاَّ } ردع له عن هذا الحسبان وتعليق للتّوسعة والتّقتير على فعل الانسان يعنى ليس التّوسعة والتّقتير على ما تزعمون { بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ وَلاَ تَحَاضُّونَ } اى لا تحاثّون، والحضّ والحثّ لازمان ومتعدّيان { عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً } التّراث من الارث بمعنى ما يورث، ولمّا كان جميع الدّنيا ممّا اورث من السّابقين او يورث للاّحقين يصدق عليها التّراث، فقيل: كانوا لا يورّثون الايتام والنّساء وكانوا يأكلون انصبائهم، وقيل: المعنى يأكلون الميراث ولا يخرجون حقوقه الواجبة والمندوبة لكنّ الحقّ عدم التّخصيص بل المراد انّهم يأكلون ما يؤكل، ويجمعون ما يجمع، ويدّخرون ما يدّخر، وينكحون ما ينكح، ويركبون ما يركب، ويلبسون ما يلبس، ويدركون ما يدرك، ويتخيّلون ما يتخيّل، اكلاً جامعاً بين صحيحها وفاسدها، حلالها وحرامها، مأمورها ومنهيّها، وجامعاً بين حتى الهيّتها ونفسانيّتها، ولمّا امّا اصله لمّاً بالتّنوين، اجرى الوصل على الوقف، او اصله لمّا بالالف المقصورة امّا وهو مصدر للّم بمعنى جمع، وحينئذٍ تكون مفعولاً مطلقاً لفعلٍ محذوفٍ، او صفة لاكلاً، او هو بمعنى جميعاً وتأكيدٌ للتّراث.