التفاسير

< >
عرض

وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ
٢٣
-الفجر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } فانّ الظّاهر عليه ولىّ امره ينفتح بصيرته الاخرويّة فيرى ما لا يراه غيره فيرى جهنّم وانواع عقباتها وعقوباتها، ويرى الجنان ايضاً وانواع نعيمها، "عن الرّسول (ص) انّه قال: انّ روح الامين اخبرنى انّ الله لا اله الاّ هو اذا برز الخلائق وجمع الاوّلين والآخرين اتى بجهنّم تقاد بالف زمامٍ اخذ بكلّ زمامٍ مائة الفٍ يقودها من الغلاظ الشّداد، لها حدّةٌ وغضبٌ وزفيرٌ وشهيقٌ وانّها لتزفر الزّفرة، فلولا انّ الله اخّرهم للحساب لاهلكت الجميع ثمّ يخرج منها عنق فيحيط بالخلائق البرّ منهم والفاجر من خلق الله عبداً من عباد الله ملكاً ولا نبيّاً الاّ ينادى: ربّ نفسى!. نفسى!. وانت يا نبىّ الله تنادى امّتى امّتى!. ثمّ يوضع عليها الصّراط ادقّ من الشّعر واحدّ من حدّ السّيف عليه ثلاث قناطر، فامّا واحدة فعليها الامانة والرّحم، والثّانية فعليها الصّلاة، والثّالثة فعليها ربّ العالمين لا اله غيره فيكلّفون الممرّ عليها فيحبسهم الرّحم والامانة، فان نجوا منها حبستهم الصّلاة، فان نجوا منها كان المنتهى الى ربّ العالمين وهو قوله: انّ ربّك لبالمرصاد، والنّاس على الصّراط، متعلّق بيدٍ، وتزلّ قدمٌ، ويستمسك بقدمٍ والملائكة حولها ينادون: يا حليم اعف واصفح وعد بفضلك وسلّم سلّم، والنّاس يتهافتون فى النّار كالفراش فاذا نجا ناجٍ برحمة الله مرّ بها، فقال: الحمد لله وبنعمته تتمّ الصّالحات وتزكوا الحسنات والحمد لله الّذى نجّانى منك بعد أياس عنه وفضله، انّ ربّنا لغفور شكور" { يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ } هذه جواب اذا او هذه مستأنفة وجواب اذا محذوف او جوابها قوله تعالى: يقول يا ليتنى قدّمت، او قوله: فيومئذٍ لا يعذّب عذابه احدٌ والمقصود انّ الانسان فى ذلك اليوم يتذكّر خيره وشرّه، وانّ اىّ الاعمال كان نافعاً وايّها كان ضارّاً لكن لا ينفعه ذلك التّذكّر ولذلك قال { وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } اى الذّكرى النّافعة.