التفاسير

< >
عرض

لَقَدْ تَابَ الله عَلَىٰ ٱلنَّبِيِّ وَٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ
١١٧
-التوبة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ لَقَدْ تَابَ الله عَلَىٰ ٱلنَّبِيِّ } وقرئ بالنّبى وعلى قراءة على النّبىّ فتوبته تعالى عليه باعتبار توبته على امّته اعطاءً لحكم الجزء للكلّ، او لحكم التّابع للمتبوع، او التّوبة بمعنى مطلق الرّجوع لانّهم وقعوا فى غزوة تبوك فى الشّدّة والقحط وشدّة الحرّ وقلّة الماء فرجع بالرّخاء والرّاحة وعدم الحاجة الى القتال والصّلح على الخراج بدون زحمة القتال { وَٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنصَارِ } حيث تخلّف بعضهم وكره بعض آخر الخروج الى تلك الغزوة فلحق المتخلّفون ورغب الكارهون { ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ } حين خروجه على كراهة او بعد خروجه بلحوقهم له { فِي سَاعَةِ ٱلْعُسْرَةِ } فى زمان العسرة فانّ غزوة تبوك اتّفقت فى شدّة الحرّ وزمان القحط مع بعد السّفر { مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ } عن اتّباعه واعتقاد رسالته وقيل: همّ قوم منهم ان ينصرفوا بعد الخروج بدون اذنه فعصمهم الله، وروى انّ عدد العسكر فى تلك الغزوة بلغ خمسة وعشرين الفاً سوى العبيد والاتباع، وقيل: بلغ عدد جميعهم اربعين الفاً { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ } بعصمتهم عن الزّيغ { إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } الفرق بين الرّأفة والرّحمة كالفرق بين الاحوال والسّجايا فانّ الرّأفة عبارة عمّا يظهر من آثار الرّحمة من النّصح والحمل على الخير.