التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ
٤٦
-التوبة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً } لامكن لهم تهيّة عدّته وما يحتاج اليه، او هيّؤا له اسبابه تهيّة، فعدّة امّا مفعول به او مفعول مطلق من غير لفظ الفعل وعلى التّقديرين يكون تكذيباً لنفيهم الاستطاعة عن انفسهم { وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ } لمّا توهّم من اسناد الافعال السّابقة اليهم انّهم مستقلّون فى افعالهم استدرك ذلك الوهم بسببيّة كراهته تعالى للخروج وانّ عدم خروجهم وعدم ارادتهم له مسبّب عن كراهته تعالى له لا انّهم مستقلّون { فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ } لمّا كان هذا القول من الله حقيقة وكان قائله ومن ظهر على لسانه ظاهراً وباطناً متعدّداً مختلفاً ولم يكن لخصوصيّة الفاعل مدخليّة فى المقصود من ذمّهم اسقط الفاعل فانّ هذا القول قد قاله باطناً ملائكة الله والشّياطين، وظاهراً رسول الله (ص) حين اذن لهم فى القعود، واخوانهم من الانس حين خوّفوهم عن قتال الرّوم وبعد السّفر وشدّة القيظ.