التفاسير

< >
عرض

وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلاَمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ
٦
-التوبة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ } من شرّ المؤمنين او من غيرهم طلباً للامان فى الدّنيا { فَأَجِرْهُ } فانّ التّوجّه اليك وان كان للدّنيا له حرمة فلا تهتكها كما انّ لنحلة الاسلام بواسطة التّشابه بالاسلام وانقياد احكامه لها حرمة وغاية الاجارة سماع كلام الله وفيه حصول المقصود من ارسالك { حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلاَمَ ٱللَّهِ } فانّ فى سماع كلام الله كسراً لسورة عنادهم واستمالةً لهم الى الحقّ ومقاتلتك ليس الاّ لذلك { ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ } بعد ارادة العود الى وطنه بان لا يتعرّض احد من المسلمين له حتّى يبلغ بامانٍ منك وحافظٍ من المسلمين ان احتاج اليه الى وطنه او المكان الّذى هو مأمنه { ذٰلِكَ } الالجاء حين الالتجاء وابلاغ المأمن حفظاً لحرمة التّوجّه اليك وان كان لاغراضٍ دنيويّة وانتظار سماع كلام الله { بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ } لاشتداد جهلهم بحيث ستر جهة علمهم الّذى هم مفطورون عليها وبسماع كلام الله يضعف جهة جهلهم ويظهر جهة علمهم فيرجى منهم قبول قولك بعد ظهور جهة علمهم.