التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ
١٧
-البلد

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } عطف على اطعام من قبيل عطف الفعل على الاسم الخالص بتأويل المصدر بتقدير ان، وحينئذٍ يكون فكّ رقبةٍ اشارة الى الفناء الّذى هو اصل جملة الخصال، ويكون لفظة او للتّرديد بينه وبين الخصال الّتى تحصل بالبقاء بالله بعد الفناء فى الله، ويكون الاطعام اشارة الى العفّة، والكون من الّذين آمنوا، اشارة الى افضل انواع الحكمة، ويكون قوله تعالى { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ } اشارة الى الشّجاعة فانّ حبس النّفس عن الجزع عند المصيبة، وعن المعصية عند اقتضاء القوى النّفسانيّة، وعلى الطّاعة من قوّة القلب الّتى هى الشّجاعة، وقوله تعالى { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ } اشارة الى العدالة فانّ العدل الّذى هو وضع كلّ شيءٍ فى محلّه لا يتأتّى الاّ بالمرحمة، والتّواصى بها شعبة من العدالة، او قوله كان من الّذين آمنوا عطف على قوله تعالى اقتحم العقبة والعطف بثمّ للتّفاوت بين المرتبتين.