التفاسير

< >
عرض

وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ
١١
-الليل

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ } اى سقط فى الهاوية من: تردّى فى البئر اذا سقط فيها، قال القمّىّ: نزلت فى رجلٍ من الانصار كانت له نخلة فى دار رجلٍ وكان يدخل عليه بغير اذنٍ فشكا ذلك الى رسول الله (ص) وفى المجمع "كان لرجلٍ نخلة فى دار رجلٍ فقير ذى عيال وكان الرّجل اذا جاء فدخل الدّار وصعد النّخل ليأخذ منها التّمر فربّما سقطت التّمرة فيأخذها صبيان الفقير فينزل الرّجل من النّخلة حتّى يأخذ التّمر من ايديهم، وان وجدها فى فىّ احدهم ادخل اصبعه حتّى يأخذ التّمرة من فيه، فشكا ذلك الى النّبىّ (ص) واخبره بما يلقى من صاحب النّخلة فقال النّبىّ (ص) لصاحب النّخلة، تعطينى نخلتك المائلة الّتى فرعها فى دار فلانٍ ولك بها نخلة فى الجنّة؟ - فأبى، فقال (ص) بعنيها بحديقة فى الجنّة؟ فأبى، وانصرف، فمضى اليه ابو الدّحداح واشتراها منه بأربعين نخلةً، واتى الى النّبىّ (ص) فقال: يا رسول الله (ص) خذها واجعل لى فى الجنّة الحديقة الّتى قلت لهذا، فلم يقبله، فقال رسول الله (ص) لك فى الجنّة حدائق وحدائق وحدائق" ، فأنزل الله الآيات، وعن الباقر (ع) فأمّا من أعطى ممّا آتاه الله واتّقى وصدّق بالحسنى اى بانّ الله يعطى بالواحد عشرا الى مائة الفٍ فما زاد فسنيّسره لليسرى لا يريد شيئاً من الخير الاّ يُسّر له، { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ } قال: والله ما تردّى من جبل ولا من حائطٍ ولا فى بئرٍ ولكن تردّى فى نار جهنّم، وعنه (ع) فامّا من أعطى واتّقى وآثر بقوته، وصام حتّى وفى بنذره، وتصدّق بخاتمه وهو راكع، وآثر المقداد بالدّينار على نفسه، وصدّق بالحسنى وهى الجنّة والثّواب من الله فسنيسّره لذلك بان جعله اماماً فى الخير وقدوةً وأباً للائمّة يسّره الله لليسرى.