التفاسير

< >
عرض

إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ
٤
-الليل

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ } اى متفرّق، اعلم انّ السّعى عبارة عن حركات الاعضاء، ولمّا كان الحركات الاراديّة لا بدّ لها من مبدءٍ ارادىٍّ والمبدأ الارادىّ لا يكون الاّ العلّة الغائيّة الّتى هى مبدأ فاعليّة الفاعل بحسب التّصوّر وغاية الفعل بحسب الوجود، وكان الانسان ذا قوىً كثيرة بحسب شعب القوى الشّهويّة والغضبيّة والشّيطنة والعاقلة منفردةً او مركّبةً، ولكلّ قوّةٍ مبادٍ وغاياتٌ عديدةٌ مثل شهوة النّساء مثلاً فانّ المشتهى لهنّ قد يكون الدّاعى فى سعيه النّظر فقط، وقد يكون مع ذلك اللّمس، وقد يكون التّقبيل والتّعانق والتّحادث، وقد يكون الالتحاف معهنّ، وقد يكون السّفاد كان سعيه مع اختلافه بحسب الصّورة مختلفاً فى المبدء والغاية.