التفاسير

< >
عرض

وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
١١
-الضحى

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } النّعمة كما مرّ مراراً ليست الاّ الولاية، او ما كان لاهل الولاية من حيث انّهم اهل الولاية سواء كان من لوازم الحياة الدّنيا وطواريها، او من لوازم الحياة الآخرة وغاياتها، وسواء كان بصورة النّعمة او بصورة البلاء، والتّحديث اعمّ من ان يكون بالفعل او بالقول او بالكتابة او بالاشارة بل التّحديث بالفعال احبّ الى الله من التّحديث بالمقال، فاذا انعم الله على عبد بنعمة من النّعم الصّوريّة الدّنيويّة او الاخرويّة المعنويّة احبّ ان يرى من المنعم عليه ان يظهرها بلسانه او بفعاله، فلو كتمها من غير مرجّحٍ الهىٍّ كان كافراً لانعم الله، ولمّا كان الخطاب يعمّ الرّسول (ص) واتباعه كان الامر بالتّحديث مختلفاً بحسب اختلاف الاشخاص والاحوال، فانّه اذا كان الخطاب لمحمّدٍ (ص) كان الامر بتحديث الولاية والنّبوّة والرّسالة والقرآن واحكام الولاية والنّبوّة والرّسالة ونزول الوحى والملك عليه والنّعم الصّوريّة جميعاً، وان كان الخطاب لخلفائه كان الامر بتحديث جميع ذلك لكن فى النّبوّة والرّسالة القرآن بنحو الخلافة لا الاصالة، وان كان الخطاب للمؤمنين كان الامر بتحديث الولاية الّتى قبلوها بالبيعة الخاصّة والرّسالة الّتى قبلوها بالبيعة العامّة وبتحديث احكامهما وبتحديث النّعم الصّوريّة، وان كان الخطاب للمسلمين كان الامر بتحديث الرّسالة الّتى قبلوها بالبيعة العامّة وبتحديث احكامها وبتحديث سائر النّعم، وعن الصّادق (ع) انّه قال: اذا انعم الله على عبده بنعمةٍ فظهرت عليه سُمّى حبيب الله محدّثاً بنعمة الله، واذا انعم الله على عبده بنعمةٍ فلم تظهر عليه سُمّى بغيض الله مكذّباً بنعمة الله، وعن امير المؤمنين (ع) فى حديث منعه لعاصم بن زيادٍ عن لبس العباء وترك الملأ: لابتذال نعم الله بالفعال احبّ اليه من ابتذاله لها بالمقال وقد قال الله تعالى: وامّا بنعمة ربّك فحدّث والاخبار فى اظهار العلم والدّين وسائر النّعم اذا لم يكن مانعٌ من ذلك كثيرة.