التفاسير

< >
عرض

وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ
٧
-الضحى

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ } عطف على الم يجدك فانّه فى معنى وجدك يتيماً اى وجدك قاصراً عن مرتبة الكمال المطلق فهداك اليه، او وجدك متحيّراً فى امر معاشك فهداك الى تدبير معيشتك فانّه يقال للمتحيّر فى مكسبه: انّه ضالّ، او وجدك لا تعرف ما الكتاب ولا الايمان فهديك اليهما، وقيل: المعنى وجدك ضالاًّ فى شعاب مكّة فهداك الى جدّك عبد المطّلب لانّه روى انّه ضلّ فى شعاب مكّة وهو صغير فرآه ابو جهل وردّه الى جدّه، وقيل: انّ حليمة الّتى كانت ترضعه ارادت ان تردّه الى جدّه بعد اتمام رضاعه وجاءت به الى جدّه فضلّ فى الطّريق فطلبته جزعةً فرأت شيخاً متّكأً على عصاه فسألها عن حالها فاخبرته بذلك فقال: لا تجزعى انا ادلّك عليه فجاء الى هبل فقال: هذه السّعديّة ضلّ عنها رضيعها وجئت اليك لتردّ محمّداً (ص) عليها فلمّا تفوّه باسم محمّد (ص) تساقطت الاصنام وسمع صوتاً انّ هلاكنا على يدى محمّدٍ (ص) فخرج واسنانه تصطكّ فأخبرت عبد المطّلب (ع) فطاف بالبيت فدعا فأشعر بمكانه فأقبل عبد المطّلب فى طلبه فاذاً هو تحت شجرةٍ يلعب باوراقها، وقيل: انّه خرج مع عمّه ابى طالب (ع) فى قافلة ميسرة غلام خديجة فبينما هو راكبٌ ذات ليلةٍ جاء ابليس فأخذ بزمام ناقته فعدل به عن الطّريق فجاء جبرئيل وردّه الى القافلة، او المعنى وجدك ضالاًّ عن قومك بمعنى انّ قومك كانوا لا يعرفون مرتبتك فهدى قومك الى معرفتك.