التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب
١٩
-العلق

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ كَلاَّ } ردع لمحمّدٍ (ص) عن انثلام عزيمته فى طاعة ربّه، او الخطاب عامّ وكلاّ ردعٌ لمن اراد اتّباع ابى جهلٍ فى غوايته { لاَ تُطِعْهُ } فى النّهى عن الصّلاة او فى تكذيبه لمحمّدٍ (ص) { وَٱسْجُدْ } ولا تكترث بنهيه اى صلّ واسجد فى صلاتك او تذلّل لربّك { وَٱقْتَرِب } بسجدتك الى ربّك فانّ اقرب ما يكون العبد الى ربّه وهو ساجد، والسّجود ههنا فرض، فعن ابى عبد الله (ع): العزائم الۤم تنزيل، وحم السّجدة، والنّجم اذا هوى، واقرء باسم ربّك، وما عداها فى جميع القرآن مسنون وليس بمفروض، وفرض السّجدة على الامّة ان كان الخطاب خاصّاً بمحمّدٍ (ص) كان بتبعيّته وفرض السّجدة لقراءة امثال هذه الآية واستحبابه لما ذكرنا مكرّراً انّ القارى ينبغى ان يكون حين القراءة فانياً عن نسبة الافعال الى نفسه ويكون لسانه لسان الله لا لسان نفسه حتّى لا يكون فى زمرة من قال الله تعالى: { { يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِٱلْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ } } [آل عمران:78] فاذا صار لسان القارى لسان الله ينبغى ان يستمع الامر بالسّجدة من الله فيسجد لسماع الامر بالسّجدة امتثالاً لامر الله المسموع من لسانه الّذى صار لسان الله.