التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَوْلَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ
٦
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ ٱلْبَرِيَّةِ
٧
جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رِّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ
٨
-البينة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالرّسول (ص) او بكتابه او بأمر الله تعالى فى رسوله (ص) او بالولاية والجملة جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ عن حال المختلفين { مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ } عطف على الّذين كفروا او على اهل الكتاب { فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَوْلَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } من اهل الكتاب والمشركين او من اىّ فرقةٍ كانوا { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ ٱلْبَرِيَّةِ جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رِّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } ومقام الرّضا آخر مقامات النّفس الانسانيّة كما انّ جنّة الرّضوان آخر الجنان { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } قد مضى مكرّراً انّ الخشية حالة حاصلة من امتزاج الخوف والحبّ ولا تكون الاّ بعد العلم بالمخشىّ منه الّذى كان له محبوبيّة ولذلك قال تعالى: { { إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ } [فاطر: 28] انّما يخشى الله من عباده العلماء يعنى من لم يعلم بالله لم يخشه لعدم حصول المحبّة له.