التفاسير

< >
عرض

ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا
١
قَيِّماً لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً
٢
مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً
٣
وَيُنْذِرَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً
٤
مَّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً
٥
فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً
٦
إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً
٧
وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً
٨
-الكهف

الميزان في تفسير القرآن

(بيان)
السورة تتضمن الدعوة إلى الاعتقاد الحق والعمل الصالح بالإِنذار والتبشير كما يلوح إليه ما افتتحت به من الآيتين وما اختتمت به من قوله تعالى: { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً }.
وفيها مع ذلك عناية بالغة بنفي الولد كما يدل على ذلك تخصيص إنذار القائلين بالولد بالذكر ثانياً بعد ذكر مطلق الإِنذار أولاً أعني وقوع قوله: { وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً بعد قوله: { لينذر بأساً شديداً من لدنه }.
فوجه الكلام فيها إلى الوثنيين القائلين ببنوة الملائكة والجن والمصلحين من البشر والنصارى القائلين ببنوة المسيح عليه السلام ولعل اليهود يشاركونهم فيه حيث يذكر القرآن عنهم أنهم قالوا: عزير ابن الله.
وغير بعيد أن يُقال إن الغرض من نزول السورة ذكر القصص الثلاث العجيبة التي لم تذكر في القرآن الكريم إلا في هذه السورة وهي قصة أصحاب الكهف وقصة موسى وفتاه في مسيرهما إلى مجمع البحرين وقصة ذي القرنين ثم استفيد منها ما استفرغ في السورة من الكلام في نفي الشريك والحث على تقوى الله سبحانه.
والسورة مكية على ما يستفاد من سياق آياتها وقد استثنى منها قوله: { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم } الآية وسيجيء ما فيه من الكلام.
قوله تعالى: { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً قيماً } العوج بفتح العين وكسرها الانحراف، قال في المجمع: العوج بالفتح فيما يرى كالقناة والخشبة وبالكسر فيما لا يرى شخصاً قائماً كالدين والكلام. انتهى.
ولعل المراد بما يرى وما لا يرى ما يسهل رؤيته وما يشكل كما ذكره الراغب في المفردات بقوله: العوج - بالفتح - يقال فيما يدرك بالبصر سهلا كالخشب المنتصب ونحوه والعوج - بالكسر - يقال فيما يدرك بالفكر والبصيرة كما يكون في أرض بسيط يعرف تفاوته بالبصيرة وكالدين والمعاش انتهى. فلا يرد عليه ما في قوله تعالى: { لا ترى فيها عوجاً - بكسر العين - ولا أمتا } فافهم.
وقد افتتح تعالى الكلام في السورة بالثناء على نفسه بما نزل على عبده قرآناً لا انحراف فيه عن الحق بوجه وهو قيم على مصالح عباده في حياتهم الدنيا والآخرة فله كل الحمد فيما يترتب على نزوله من الخيرات والبركات من يوم نزل إلى يوم القيامة فلا ينبغي أن يرتاب الباحث الناقد أن ما في المجتمع البشري من الصلاح والسداد من بركات ما بثه الأنبياء الكرام من الدعوة إلى القول الحق والخلق الحسن والعمل الصالح وأن ما يمتاز به عصر القرآن في قرونه الأربعة عشر عما تقدمه من الأعصار من رقي المجتمع البشري وتقدمه في علم نافع أو عمل صالح للقرآن فيه أثره الخاص وللدعوة النبويه فيه أياديها الجميلة فللَّه في ذلك الحمد كله.
ومن هنا يظهر أن قول بعضهم في تفسير الآية: يعني قولوا الحمد لله الذي نزَّل "الخ" ليس على ما ينبغي.
وقوله: { ولم يجعل له عوجاً } الضمير للكتاب والجملة حال عن الكتاب وقوله: { قيماً } حال بعد حال على ما يفيده السياق فإنه تعالى في مقام حمد نفسه من جهة تنزيله كتاباً موصوفاً بأنه لا عوج له وأنه قيم على مصالح المجتمع البشري فالعناية متعلقة بالوصفين موزعة بينهما على السواء وهو مفاد كونهما حالين من الكتاب.
وقيل إن جملة { ولم يجعل له عوجاً } معطوفة على الصلة و { قيما } حال من ضمير { له } والمعنى والذي لم يجعل للكتاب حال كونه قيماً عوجاً أو أن { قيماً } منصوب بمقدر، والمعنى: والذي لم يجعل له عوجاً وجعله قيماً، ولازم الوجهين انقسام العناية بين أصل النزول وبين كون الكتاب قيماً لا عوج له. وقد عرفت أنه خلاف ما يستفاد من السياق.
وقيل: إن في الآية تقديماً وتأخيراً، والتقدير نزل الكتاب قيماً ولم يجعل له عوجاً وهو أردأ الوجوه.
وقد قدم نفي العوج على إثبات القيمومة لأن الأول كمال الكتاب في نفسه والثاني تكميله لغيره والكمال مقدم طبعاً على التكميل.
ووقوع { عوجاً } وهو نكرة في سياق النفي يفيد العموم فالقرآن مستقيم في جميع جهاته فصيح في لفظه، بليغ في معناه، مصيب في هدايته، حي في حججه وبراهينه، ناصح في أمره ونهيه، صادق فيما يقصه من قصصه وأخباره، فاصل فيما يقضي به، محفوظ من مخالطة الشياطين، لا اختلاف فيه، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
والقيم هو الذي يقوم بمصلحة الشيء وتدبير أمره كقيم الدار وهو القائم بمصالحها ويرجع إليه في امورها، والكتاب إنما يكون قيماً بما يشتمل عليه من المعاني، والذي يتضمنه القرآن هو الاعتقاد الحق والعمل الصالح كما قال تعالى:
{ { يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم } [الأحقاف: 30]، وهذا هو الدين وقد وصف تعالى دينه في مواضع من كتابه بأنه قيم قال: { { فأقم وجهك للدين القيم } [الروم: 43] وعلى هذا فتوصيف الكتاب بالقيم لما يتضمنه من الدين القيم على مصالح العالم الإِنساني في دنياهم واخراهم.
وربما عكس الأمر فاخذ القيمومة وصفاً للكتاب ثم للدين من جهته كما في قوله تعالى:
{ { وذلك دين القيمة } [البينة: 5] فالظاهر أن معناه دين الكتب القيمة وهو نوع تجوز.
وقيل: المراد بالقيم المستقيم المعتدل الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، وقيل: القيم المدبر لسائر الكتب السماوية يصدقها ويحفظها وينسخ شرائعها وتعقيب الكلمة بقوله: { لينذر بأساً شديداً من لدنه ويبشر المؤمنين } الخ يؤيد ما قدمناه.
قوله تعالى: { لينذر بأساً شديداً من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات } الآية أي لينذر الكافرين عذاباً شديداً صادراً من عند الله كذا قيل والظاهر بقرينة تقييد المؤمنين المبشرين بقوله: { الذين يعملون الصالحات } أن التقدير لينذر الذين لا يعملون الصالحات أعم ممن لا يؤمن أصلاً أو يؤمن ويفسق في عمله.
والجملة على أي حال بيان لتنزيله الكتاب على عبده مستقيماً قيماً إذ لولا استقامته في نفسه وقيمومته على غيره لم يستقم إنذار ولا تبشير وهو ظاهر.
والمراد بالأجر الحسن الجنة بقرينة قوله في الآية التالية: { ماكثين فيه أبداً } والمعنى ظاهر.
قوله تعالى: { وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً } وهم عامة الوثنيين القائلين بأن الملائكة أبناء أو بنات له وربما قالوا بذلك في الجن والمصلحين من البشر والنصارى القائلين بأن المسيح ابن الله وقد نسب القرآن إلى اليهود أنهم قالوا: عزير ابن الله.
وذكر إنذارهم خاصة ثانياً بعد ذكره على وجه العموم أولاً بقوله: { لينذر بأساً شديداً من لدنه } لمزيد الاهتمام بشأنهم.
قوله تعالى: { ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم } الخ كانت عامتهم يريدون بقولهم: اتخذ الله ولداً حقيقة التوليد كما يدل عليه قوله:
{ { أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء } [الأنعام: 101]. وقد رد سبحانه قولهم عليهم أولاً بأنه قول منهم جهلاً بغير علم وثانياً بقوله في آخر الآية: { إن يقولون إلا كذباً }.
وكان قوله: { ما لهم به من علم } شاملاً لهم جميعاً من آباء وأبناء لكنهم لما كانوا يحيلون العلم به إلى آبائهم قائلين أن هذه ملة آبائنا وهم أعلم منا وليس لنا إلا أن نتبعهم ونقتدي بهم فرق تعالى بينهم وبين آبائهم فنفى العلم عنهم أولاً وعن آبائهم الذين كانوا يركنون إليهم ثانياً ليكون إبطالاً لقولهم ولحجتهم جميعاً.
وقوله: { كبرت كلمة تخرج من أفواههم } ذم لهم وإعظام لقولهم: اتخذ الله ولداً لما فيه من عظيم الاجتراء على الله سبحانه بنسبة الشريك والتجسم والتركب والحاجة إلى المعين والخليفه إليه، تعالى عن ذلك علواً كبيراً.
وربما وقع في كلام أوائلهم إطلاق الابن على بعض خلقه بعناية التشريف للدلالة على قربه منه واختصاصه به نظير قول اليهود فيما حكاه القرآن: عزير ابن الله، وقولهم: نحن أبناء الله وأحباؤه، وكذا وقع في كلام عدة من قدمائهم إطلاق الابن على بعض الخلق الأول بعناية صدوره منه كما يصدر الابن عن الأب وإطلاق الزوج والصاحبة على وسائط الصدور والإِيجاد كما أن زوج الرجل واسطة لصدور الولد منه فاطلق على بعض الملائكة من الخلق الأول الزوج وعلى بعض آخر منهم الابن أو البنت.
وهذان الإِطلاقان وإن لم يشتملا على مثل ما اشتمل عليه الإِطلاق الأول لكونهما من التجوز بعناية التشريف ونحوه لكنهما ممنوعان شرعاً، وكفى ملاكاً لحرمتهما سوقهما وسوق أمثالهما عامة الناس إلى الشقاء الدائم والهلاك الخالد.
قوله تعالى: { فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً } البخوع والبخع القتل والإِهلاك والآثار علائم أقدام المارة على الأرض، والأسف شدة الحزن والمراد بهذا الحديث القرآن.
والآية واللتان بعدها في مقام تعزية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتسليته وتطييب نفسه والفاء لتفريع الكلام على كفرهم وجحدهم بآيات الله المفهوم من الآيات السابقة والمعنى يرجى منك أن تهلك نفسك بعد إعراضهم عن القرآن وانصرافهم عنك من شدة الحزن، وقد دل على إعراضهم وتوليهم بقوله: على آثارهم وهو من الاستعارة.
قوله تعالى: { إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً } إلى آخر الآيتين. الزينة الأمر الجميل الذي ينضم إلى الشيء فيفيده جمالاً يرغب إليه لأجله والصعيد ظهر الأرض والجرز على ما في المجمع - الأرض التي لا تنبت كأنها تأكل النبت أكلاً.
ولقد أتى في الآيتين ببيان عجيب في حقيقة حياة الإِنسان الأرضية وهو أن النفوس الإِنسانية - وهي في أصل جوهرها علوية شريفة - ما كانت لتميل إلى الأرض والحياة عليها وقد قدر الله أن يكون كمالها وسعادتها الخالدة بالاعتقاد الحق والعمل الصالح فاحتالت العناية الإِلهية إلى توقيفها موقف الاعتقاد والعمل وإيصالها إلى محك التصفية والتطهير وإسكانها الأرض إلى أجل معلوم بالقاء التعلق والارتباط بينها وبين ما على الأرض من أمتعه الحياة من مال وولد وجاه وتحبيبه إلى قلوبهم فكان ما على الأرض وهو جميل عندهم محبوب في أنفسهم زينة للأرض وحليه تتحلى بها لكونه عليها فتعلقت نفوسهم على الأرض بسببه واطمأنت إليها.
فإذا انقضى الأجل الذي أجله الله تعالى لمكثهم في الأرض بتحقق ما أراده من البلاء والامتحان سلب الله ما بينهم وبين ما على الأرض من التعلق ومحى ما له من الجمال والزينة وصار كالصعيد الجرز الذي لا نبت فيه ولا نضارة عليه ونودي فيهم بالرحيل وهم فرادى كما خلقهم الله تعالى أول مرة.
وهذه سنة الله تعالى في خلق الإِنسان واسكانه الأرض وتزيينه ما عليها له ليمتحنه بذلك ويتميز به أهل السعادة من غيرهم فيأتي سبحانه بالجيل بعد الجيل والفرد بعد الفرد فيزين له ما على وجه الأرض من أمتعة الحياة ثم يخليه واختياره ليختبرهم بذلك ثم إذا تم الاختبار قطع ما بينه وبين زخارف الدنيا المزينة ونقله من دار العمل إلى دار الجزاء قال تعالى:
{ { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم } [الأنعام: 93] إلى أن قال { { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون } [الأنعام: 94]. فمحصل معنى الآية لا تتحرج ولا تأسف عليهم إذا عرضوا عن دعوتك بالإِنذار والتبشير واشتغلوا بالتمتع من أمتعة الحياة فما هم بسابقين ولا معجزين وإنما حقيقة حياتهم هذه نوع تسخير إلهي أسكناهم الأرض ثم جعلنا ما على الأرض زينة يفتتن الناظر إليها لتتعلق به نفوسهم فنبلوهم أيهم أحسن عملاً وإنا لجاعلون هذا الذي زين لهم بعينه كالصعيد الجرز الذي ليس فيه نبت ولا شيء مما يرغب فيه النفس فالله سبحانه لم يشأ منهم الإِيمان جميعاً حتى يكون مغلوباً بكفرهم بالكتاب وتماديهم في الضلال وتبخع أنت نفسك على آثارهم أسفاً وإنما أراد بهم الابتلاء والامتحان وهو سبحانه الغالب فيما شاء وأراد.
وقد ظهر بما تقدم أن قوله: { وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً } من الاستعارة بالكناية، والمراد به قطع رابطة التعلق بين الإِنسان وبين أمتعة الحياة الدنيا مما على الأرض.
وربما قيل: إن المراد به حقيقة معنى الصعيد الجرز، والمعنى أنا سنعيد ما على الأرض من زينة تراباً مستوياً بالأرض، ونجعله صعيداً أملس لا نبات فيه ولا شيء عليه.
وقوله: { ما عليها } من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر وكان من طبع الكلام أن يُقال: وإنا لجاعلوه، ولعل النكتة مزيد العناية بوصف كونه على الأرض.
(بحث روائي)
في تفسير العياشي عن البرقي رفعه عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام: { لينذر بأساً شديداً من لدنه } قال: البأس الشديد علي عليه السلام وهو من لدن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاتل معه عدوه فذلك قوله: { لينذر بأساً شديداً من لدنه }.
أقول: ورواه ابن شهر آشوب عن الباقر والصادق عليهما السلام وهو من التطبيق وليس بتفسير.
وفي تفسير القمي في حديث أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: { فلعلك باخع نفسك } يقول: قاتل نفسك على آثارهم، وأما أسفاً يقول حزناً.
وفي الدر المنثور أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم في التاريخ عن ابن عمر قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية { لنبلوهم أيهم أحسن عملاً } فقلت ما معنى ذلك يا رسول الله؟ قال:
"ليبلوكم أيكم أحسن عقلاً وأورع عن محارم الله وأسرعكم في طاعة الله"
]. وفي تفسير القمي في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: { صعيداً جرزاً } قال: لا نبات فيها.