التفاسير

< >
عرض

سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
١
لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٢
هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
٣
هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
٤
لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ
٥
يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ
٦
-الحديد

الميزان في تفسير القرآن

(بيان)
غرض السورة حثّ المؤمنين وترغيبهم في الإنفاق في سبيل الله كما يشعر به تأكيد الأمر به مرة بعد مرة في خلال آياتها { آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } الآية، { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً } الآية، { إن المصّدّقين والمصّدّقات وأقرضوا الله قرضاً حسناً } وقد سمّت إنفاقهم ذلك إقراضاً منه لله عز اسمه فالله سبحانه خير مطلوب وهو لا يخلف الميعاد وقد وعدهم إن أقرضوه أن يضاعفه لهم وأن يؤتيهم أجراً كريماً كثيراً.
وقد أشار إلى أن هذا الإنفاق من التقوى والإيمان بالرسول وأنه يستتبع مغفرة الذنوب وإتيان كفلين من الرحمة ولزوم النور بل واللحوق بالصدِّيقين والشهداء عند الله سبحانه.
وفي خلال آياتها معارف راجعة إلى المبدأ والمعاد، ودعوة إلى التقوى وإخلاص الإيمان والزهد وموعظة.
والسورة مدنية بشهادة سياق آياتها وقد ادَّعى بعضهم إجماع المفسرين على ذلك.
ولقد افتتحت السورة بتسبيحه وتنزيهه تعالى بعدَّة من أسمائه الحسنى لما في غرض السورة وهو الحثّ على الإنفاق من شائبة توهم الحاجة والنقص في ناحيته ونظيرتها في ذلك جميع السور المفتتحة بالتسبيح وهي سور الحشر والصف والجمعة والتغابن المصدّرة بسبَّح أو يسبّح.
قوله تعالى: { سبَّح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } التسبيح التنزيه وهو نفي ما يستدعي نقصاً أو حاجة مما لا يليق بساحة كماله تعالى، و { ما } موصولة والمراد بها ما يعمُّ العقلاء مما في السماوات والأرض كالملائكة والثقلين وغير العقلاء كالجمادات والدليل عليه ما ذكر بعد من صفاته المتعلقة بالعقلاء كالإحياء والعلم بذات الصدور.
فالمعنى: نزَّه الله سبحانه ما في السماوات والأرض من شيء وهو جميع العالم.
والمراد بتسبيحها حقيقة معنى التسبيح دون المعنى المجازي الذي هو دلالة وجود كل موجود في السماوات والأرض على أن له موجداً منزّهاً من كل نقص متصفاً بكل كمال، ودون عموم المجاز وهو دلالة كل موجود على تنزهه تعالى إما بلسان القال كالعقلاء وإما بلسان الحال كغير العقلاء من الموجودات وذلك لقوله تعالى:
{ { وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم } [الإسراء: 44]، حيث استدرك أنهم لا يفقهون تسبيحهم ولو كان المراد بتسبيحهم دلالة وجودهم على وجوده وهي قيام الحجة على الناس بوجودهم أو كان المراد تسبيحهم وتحميدهم بلسان الحال وذلك مما يفقه الناس لم يكن للاستدراك معنى.
فتسبيح ما في السماوات والأرض تسبيح ونطق بالتنزيه بحقيقة معنى الكلمة وإن كنا لا نفقهه، قال تعالى:
{ { قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء } [فصلت: 21]. وقوله؛ { وهو العزيز الحكيم } أي المنيع جانبه يغلب ولا يغلب، المتقن فعله لا يعرض على فعله ما يفسده عليه ولا يتعلق به اعتراض معترض.
قوله تعالى: { له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير } الكلام موضوع على الحصر فهو المليك في السماوات والأرض يحكم ما يشاء لأنه الموجد لكل شيء فما في السماوات والأرض يقوم به وجوده وآثار وجوده فلا حكم إلا له فلا ملك ولا سلطنة إلا له.
وقوله: { يحيي ويميت } إشارة إلى اسميه المحيي والمميت، وإطلاق { يحيي ويميت } يفيد شمولهما لكل إحياء وإماتة كإيجاده الملائكة أحياء من غير سبق موت، وإحيائه الجنين في بطن أُمه وإحيائه الموتى في البعث وإيجاده الجماد ميتاً من غير سبق حياة وإماتته الإنسان في الدنيا وإماتته ثانياً في البرزخ على ما يشير إليه قوله:
{ { ربنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين } [غافر: 11]، وفي { يحيي ويميت } دلالة على الاستمرار.
وقوله: { وهو على كل شيء قدير } فيه إشارة إلى صفة قدرته وأنها مطلقة غير مقيدة بشيء دون شيء، وفي تذييل الآية بالقدرة على كل شيء مناسبة مع ما تقدمها من الإحياء والإماتة لما ربما يتوهمه المتوهم أن لا قدرة على إحياء الموتى ولا عين منهم ولا أثر.
قوله تعالى: { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم } لما كان تعالى قديراً على كل شيء مفروض كان محيطاً بقدرته على كل شيء من كل جهة فكل ما فرض أولاً فهو قبله فهو الأول دون الشيء المفروض أولاً، وكل ما فرض آخراً فهو بعده لإحاطة قدرته به من كل جهة فهو الآخر دون الشيء المفروض آخراً، وكل شيء فرض ظاهراً فهو أظهر منه لإحاطة قدرته به من فوقه فهو الظاهر دون المفروض ظاهراً، وكل شيء فرض أنه باطن فهو تعالى أبطن منه لإحاطته به من ورائه فهو الباطن دون المفروض باطناً فهو تعالى الأول والآخر والظاهر والباطن على الإطلاق وما في غيره تعالى من هذه الصفات فهي إضافية نسبية.
وليست أوليته تعالى ولا آخريته ولا ظهوره ولا بطونه زمانية ولا مكانية بمعنى مظروفيته لهما وإلا لم يتقدمهما ولا تنزه عنهما سبحانه بل هو محيط بالأشياء على أي نحو فرضت وكيفما تصوّرت.
فبان مما تقدم أن هذه الأسماء الأربعة الأول والآخر والظاهر والباطن من فروع اسمه المحيط وهو فرع إطلاق القدرة فقدرته محيطة بكل شيء ويمكن تفريع الأسماء الأربعة على إحاطة وجوده بكل شيء فإنه تعالى ثابت قبل ثبوت كل شيء وثابت بعد فناء كل شيء وأقرب من كل شيء ظاهر وأبطن من الأوهام والعقول من كل شيء خفي باطن.
وكذا للأسماء الأربعة نوع تفرع على علمه تعالى ويناسبه تذييل الآية بقوله: { وهو بكل شيء عليم }.
وفسر بعضهم الأسماء الأربعة بأنه الأول قبل كل شيء والآخر بعد هلاك كل شيء الظاهر بالأدلة الدالة عليه والباطن غير مدرك بالحواس.
وقيل: الأول قبل كل شيء بلا ابتداء، والآخر بعد كل شيء بلا انتهاء، والظاهر الغالب العالي على كل شيء فكل شيء دونه، والباطن العالم بكل شيء فلا أحد أعلم منه.
وقيل: الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء والظاهر بلا اقتراب والباطن بلا احتجاب.
وهناك أقوال أُخر في معناها غير جيدة أغمضنا عن إيرادها.
قوله تعالى: { هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام } تقدم تفسيره.
قوله تعالى: { ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها } تقدَّم تفصيل القول في معنى العرش.
وتقدم أن الاستواء على العرش كناية عن الأخذ في تدبير الملك ولذا عقبه بالعلم بجزئيات الأحوال لأن العلم من لوازم التدبير.
وقوله: { يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها } الولوج - كما قال الراغب - الدخول في مضيق، والعروج ذهاب في صعود، والمعنى: يعلم ما يدخل وينفذ في الأرض كماء المطر والبذور وغيرهما وما يخرج من الأرض كأنواع النبات والحيوان والماء وما ينزل من السماء كالأمطار والأشعة والملائكة وما يعرج فيها ويصعد كالأبخرة والملائكة وأعمال العباد.
قوله تعالى: { وهو معكم أينما كنتم } لإحاطته بكم فلا تغيبون عنه أينما كنتم وفي أي زمان عشتم وفي أي حال فرضتم فذكر عموم الأمكنة { أينما كنتم } لأن الأعرف في مفارقة شيء شيئاً وغيبته عنه أن يتوسل إلى ذلك بتغيير المكان وإلا فنسبته تعالى إلى الأمكنة والأزمنة والأحوال سواء.
وقيل: المعيَّة مجاز مرسل عن الإحاطة العلمية.
قوله تعالى: { والله بما تعملون بصير } كالفرع المترتب على ما قبله من كونه معهم أينما كانوا وكونه بكل شيءٍ عليماً فإن لازم حضوره عندهم من دون مفارقة ما واحتجاب وهو عليم أن يكون بصيراً بأعمالهم يبصر ظاهر عملهم، وما في باطنهم من نيَّة وقصد.
قوله تعالى: { له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور } كرر قوله: { له ملك } الخ، لابتناء رجوع الأشياء إليه على عموم الملك فصرّح به ليفيد الابتناء، قال تعالى:
{ { يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار } [غافر: 16]. وقوله: { وإلى الله ترجع الأمور } الأمور جمع محلّى باللام يفيد العموم كقوله: { { ألا إلى الله تصير الأمور } [الشورى: 53]، فما من شيء إلا ويرجع إلى الله، ولا رادّ إليه تعالى إلا هو لاختصاص الملك به فله الأمر وله الحكم.
وفي الآية وضع الظاهر موضع الضمير في { إلى الله } وكذا في الآية السابقة { والله بما تعملون بصير } ولعل الوجه في ذلك أن تقرع الجملتان قلوبهم كما يقرع المثل السائر لما سيجيء من ذكر يوم القيامة وجزيل أجر المنفقين في سبيل الله فيه.
قوله تعالى: { يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور } إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل اختلاف الليل والنهار في الطول والقصر باختلاف فصول السنة في كل من البقاع الشمالية والجنوبية بعكس الأخرى، وقد تقدم في كلامه تعالى غير مرة.
والمراد بذات الصدور الأفكار المضمرة والنيّات المكنونة التي تصاحب الصدور وتلازمها لما أنها تنسب إلى القلوب والقلوب في الصدور، والجملة أعني قوله: { وهو عليم بذات الصدور } بيان لإحاطة علمه بما في الصدور بعد بيان إحاطة بصره بظواهر أعمالهم بقوله: { والله بما تعملون بصير }.
(بحث روائي)
في الدر المنثور أخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسّنه والنسائي وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد، وقال: إن فيهن آية أفضل من ألف آية.
أقول: ورواه أيضاً عن ابن الضريس عن يحيى بن أبي كثير عنه صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي الكافي بإسناده عن عاصم بن حميد قال: سئل علي بن الحسين عليه السلام عن التوحيد فقال: إن الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله تعالى: { قل هو الله أحد } والآيات من سورة الحديد إلى قوله: { عليم بذات الصدور } فمن رام وراء ذلك فقد هلك.
وفي تفسير القمي: { سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } قال: هو قوله: أُوتيت جوامع الكلم، وقوله: { هو الأول } قال: أي قبل كل شيء، { والآخر } قال: يبقى بعد كل شيء، { وهو عليم بذات الصدور } قال: بالضمائر.
وفي الكافي وروي أنه يعني علياً عليه السلام سئل أين كان ربنا قبل أن يخلق سماء وأرضاً؟ قال: أين سؤال عن مكان وكان الله ولا مكان.
وفي التوحيد خطبة للحسن بن علي عليه السلام وفيها: الحمد لله الذي لم يكن فيه أول معلوم، ولا آخر متناه، ولا قبل مدرك، ولا بعد محدود، فلا تدرك العقول وأوهامها ولا الفكر وخطراتها ولا الألباب وأذهانها صفته فتقول: متى ولا بدئ مما، ولا ظاهر على ما، ولا باطن فيما.
أقول: وقوله أول معلوم الخ، أوصاف توضيحية أي ليس له أول ولو كان له أول كان من الجائز أن يتعلق به علم ولا آخر ولو كان له آخر كان متناهياً، ولا قبل ولو كان لكان جائز الإدراك ولا بعد وإلا لكان محدوداً.
وقوله: ولا بدئ مما أي لم يبتدأ من شيء حتى يكون له أول ولا ظاهر على ما أي يتفوق على شيء بالوقوع والاستقرار عليه كالجسم على الجسم "ولا باطن فيما" أي لم يتبطن في شيء بالدخول فيه والاستتار به.
وفي نهج البلاغة: وكل ظاهر غيره غير باطن، وكل باطن غيره غير ظاهر.
أقول: معناه أن حيثية الظهور في غيره تعالى غير حيثية البطون وبالعكس، وأما هو تعالى فلما كان أحديّ الذات لا تنقسم ولا تتجزى إلى جهة وجهة كان ظاهراً من حيث هو باطن وباطناً من حيث هو ظاهر فهو باطن خفي من كمال ظهوره وظاهر جليّ من كمال بطونه.
وفيه: الحمد لله الأول فلا شيء قبله، والآخر فلا شيء بعده، والظاهر فلا شيء فوقه، والباطن فلا شيء دونه.
أقول: المراد بالقبلية والبعدية ليس هو القبلية والبعدية الزمانية بأن يفرض هناك امتداد زماني غير متناهي الطرفين وقد حلَّ العالم قطعة منه خالياً عنه طرفاه ويكون وجوده تعالى وتقدَّس منطبقاً على الزمان كله غير خال عنه شيء من جانبيه وإن ذهبا إلى غير النهاية فيتقدم وجوده تعالى على العالم زماناً ويتأخر عنه زماناً ولو كان كذلك لكان تعالى متغيراً في ذاته وأحواله بتغير الأزمنة المتجددة عليه، وكان قبليته وبعديته بتبع الزمان وكان الزمان هو الأول والآخر بالأصالة.
وكذلك ليست ظاهريته وباطنيته بحسب المكان بنظير البيان بل هو تعالى سابق بنفس ذاته المتعالية على كل شيء مفروض وآخر بنفس ذاته عن كل أمر مفروض أنه آخر، وظاهر، وباطن كذلك، والزمان مخلوق له متأخر عنه.
وفي الدر المنثور أخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عمر وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
"لا يزال الناس يسألون عن كل شيء حتى يقولوا: هذا الله كان قبل كل شيء فماذا كان قبل الله فإن قالوا لكم ذلك فقولوا: هو الأول قبل كل شيء وهو الآخر فليس بعده شيء وهو الظاهر فوق كل شيء وهو الباطن دون كل شيء وهو بكل شيء عليم"
]. وفي التوحيد بإسناده إلى أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لم يزل الله عز وجل ربنا والعلم ذاته ولا معلوم فلما أحدث الأشياء وقع العلم منه على المعلوم.
أقول: ليس المراد بهذا العلم الصور الذهنية فيكون تعالى كباني دار يتصور للدار صورة وهيئة قبل بنائها ثم يبنيها على ما تصور فتنطبق الصورة الذهنية على البناء الخارجي ثم تنهدم الدار والصورة الذهنية على حالها، وهذا هو المسمى بالعلم الكلي وهو مستحيل عليه تعالى بل ذاته تعالى عين العلم بمعلومه ثم المعلوم إذا تحقق في الخارج كان ذات المعلوم عين علمه تعالى به، ويسمى الأول العلم الذاتي والثاني العلم الفعلي.
وفيه خطبة لعلي عليه السلام وفيها: وعلمها لا بأداة لا يكون العلم إلا بها، وليس بينه وبين معلومه علم غيره.
أقول: المراد به أن ذاته تعالى عين علمه، وليست هناك صورة زائدة.