التفاسير

< >
عرض

أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ ٱلأَحْزَابِ فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ
١٧
-هود

تفسير الحبري

حَدَّثَنا عَليُّ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ:
حَدَّثَني الحِبَريُّ، قَالَ:
حَدَّثَنا إسْماعِيْلُ بنُ صَبِيْحٍ، قالَ: حَدَّثَنا أَبُو الجَارُوْدِ، عن حَبِيْبِ بنِ يَسَارٍ، عَن زَاذَانَ، قالَ:
سَمِعْتُ عَلِيَّاً عَلَيْهِ السَّلامُ يقولُ:
"وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ، وَبَرَأَ الَّنَسَمَةَ (لَوْ كُسِرَتْ لِي وِسَادَةٌ، وَأُجْلِسْتُ عَلَيْهَا لَحَكَمْتُ بَيْنَ أَهْلِ التَّوْراةِ بِتَوْراتِهِمْ، وَبَيْنَ أَهْلِ الإِنْجِيْلِ بِإِنْجِيْلِهِمْ وَبَيْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِزَبُورِهِمْ، وَبَيْنَ أَهْلِ الفُرْقَانِ بِفُرْقَانِهِمْ، بِقَضَاءٍ يَزْهَرُ، يَصْعَدُ اِلَى الله.
وَالله ما نَزَلَتْ آيَةٌ في لَيْلٍ أَوْ نَهارٍ وَلا سَهْلٍ وَلا جَبَلٍ وَلا بَرٍّ وَلا بَحْرٍ، اِلاَّ وَقَدْ عَرَفْتُ أَيَّ سَاعَةٍ نَزَلَتْ؟ وَفي مَنْ نَزَلَتْ؟).
ما مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ جُرَّتْ عَلَيْهِ المَواسِي، إلاَّ أَنا أَعْرَفُ بِهِ، آيَةٌ تَسُوقُهُ اِلى جنَّةٍ، وَآيَةٌ تَسُوقُهُ اِلى نَارٍ؟".
فَقَامَ رَجُلٌ، فقالَ: ما آيَتُكَ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ الَّتِي نَزَلَتْ فِيْكَ؟
قالَ: { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ }.
فَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهٍ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ، وَأَنا الشَّاهِدُ مِنْهُ، أَتْلُوهُ: أَتْبَعُهُ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ:
حَدَّثَني الحِبَريُّ الحُسَيْنُ بنُ الحَكَمِ، قالَ:
حَدَّثَنا حَسَنُ بنُ حُسَيْنٍ، قالَ: حَدَّثَنا حِبَّانٌ، عن الكَلْبِيّ، عن أَبِي صَالِحٍ، عن:
ابنِ عَبَّاسٍ:
{ أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ }.
عليٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ خَاصَّةً.
مستدركات المؤلف على تفسيره
فُراتٌ، قالَ:
حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ الحَكَم ـ معنعناً ـ
عن عَبَّاد بن عَبْد الله الأَسَديّ، قالَ: سمعتُ عليَّ بنَ أَبي طالبٍ عليه السَّلامُ وَهُوَ على المِنْبَر، قالَ: والله ما جُرَّتْ المَواسِي على رَجُلٍ من قُرَيْشٍ اِلاَّ نَزَلَ آيةٌ أو آيَتانِ.
قالَ: فقالَ رَجُلٌ من القوم: ما نَزَلَتْ فيكَ آيةٌ؟
قَالَ: فَغَضِبَ، ثمَّ قالَ: اَمَا اِنَّكَ لَولا أَنَّكَ سَأَلْتَنِي على رُؤُوْسِ القومِ ما حَدَّثْتُكَ. هَلْ تَقْرَأُ سورةَ هُودٍ؟
ثُمَّ قَرَأَ: { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ } فَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ، وَأَنَا الشَّاهِدُ مِنْهُ.