التفاسير

< >
عرض

فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ
١٠٠
وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ
١٠١
فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٠٢
-الشعراء

تفسير فرات الكوفي

قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي معنعناً:
عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما [ر: عليهم] السلام قال: نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا [قوله تعالى. ر]: { فما لنا من شافعين ولا صديقٍ حميم } وذلك أن الله [تعالى. ر] يفضلنا ويفضل شيعتنا حتى أنا لنشفع ويشفعون فإذا رأى ذلك من ليس منهم قالوا { فما لنا من شافعين ولا صديق حميم }.
فرات قال: حدّثنا أحمد بن موسي معنعناً:
عن جعفر [ب: أبي جعفر عليه السلام] قال: نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا:
{ فما لنا من شافعين ولا صديق حميم } وذلك حين باها الله بفضلنا وبفضل شيعتنا حتى إنا لنشفع ويشفعون. قال: فلما رأى ذلك من ليس منهم قالوا: { فما لنا من شافعين ولا صديق حميم }.
قال: حدثنا سهل بن أحمد الدينوري معنعناً:
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال جابر لأبي جعفر [عليه السلام. أ، ب]: جعلت فداك يا ابن رسول الله حدثني بحديثٍ في فضل جدتك فاطمة [عليها السلام. أ] إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك.
قال أبو جعفر: حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
"إذا كان يوم القيامة نصب للأنبياء والرسل منابر من نور فيكون منبري أعلا منابرهم يوم القيامة ثم يقول الله: يا محمد اخطب. فأخطب بخطبة [ب: خطبة] لم يسمع أحد من الأنبياء والرسل بمثلها، ثم ينصب للأوصياء منابر من نور وينصب لوصيي علي بن أبي طالب في أوساطهم منبر من نور فيكون منبره [أ، ب: منبر علي] أعلى منابرهم ثم يقول الله [أ، ب: يقول له]: يا علي اخطب فيخطب بخطبة [ب: خطبة] لم يسمع أحدٌ من الأوصياء بمثلها، ثم ينصب لأولاد الأنبياء والمرسلين منابر من نور فيكون لابنيّ وسبطي وريحانتيّ أيام حياتي منبر [أ، ب: منبران] من نور ثم يقال لهما: اخطبا فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحدٌ من أولاد الأنبياء والمرسلين بمثلهما.
ثم ينادي المنادي [أ: منادٍ] وهو جبرئيل عليه السلام: أين فاطمة بنت محمد؟ أين خديجة بنت خويلد؟ أين مريم بنت عمران؟ أين آسية بنت مزاحم؟ اين أم كلثوم أم يحيى بن زكريا؟ فيقمن فيقول الله تبارك وتعالى: يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم؟ فيقول محمد وعلي والحسن والحسين [وفاطمة. أ، ب]: لله الواحد القهار. فيقول الله جلا جلاله [ر: تعالى]: يا أهل الجمع إني قد جعلت الكرم لمحمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة، يا أهل الجمع طأطؤا الرؤوس وغضوا الأبصار فإن [أ: إن] هذه فاطمة تسير إلى الجنة: فيأتيها جبرئيل بناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين، خطامها من اللؤلؤ المحقق الرطب، عليها رحل من المرجان فتناخ بين يديها فتركبها فيبعث إليها مائة ألف ملك فيصيروا على يمينها ويبعث إليها مائة ألف ملك يحملونها على أجنحتهم حتى يصيروها [أ: يسيروها] عند [ر: على] باب الجنة، فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول الله: يا بنت حبيبي ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنتي [ب: الجنة]؟ فتقول: يا رب أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم. فيقول الله [تعالى. أ] يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك أو لأحدٍ من ذريتك خذي بيده فأدخليه الجنة"
.
قال أبو جعفر: والله يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الردي، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا يقول [ر، أ: فيقول] الله يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟ فيقولون: يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم، فيقول الله: يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة، انظروا من أطعمكم لحب فاطمة، انظروا من كساكم لحب فاطمة، انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة، انظروا من ردّ عنكم غيبة في حب فاطمة خذوا بيده وأدخلوه الجنة.
قال أبو جعفر: والله لا يبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق فإذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال الله [تعالى. ر]: { فما لنا من شافعين ولا صديق حميم } فيقولون { فلو أنّ لنا كرة فنكون من المؤمنين } قال أبو جعفر: هيهات هيهات منعوا ما طلبوا
{ { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون } [28/ الأنعام].