التفاسير

< >
عرض

وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ
٢١٤
-الشعراء

تفسير فرات الكوفي

قال: حدثني جعفر بن محمد بن أحمد بن يوسف الأودي [أ، ب: الأزدي] معنعناً:
عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال:
"لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: { وأنذر عشيرتك الأقربين، واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عرفت إن بدأت بها قومي رأيت منهم [ن: فيهم] ما أكره فصمت عليها حتى أتاني جبرئيل [عليه السلام. أ، ر] فقال لي: يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك.
قال علي [عليه السلام. ب. أ: صلوات الله عليه]: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي: يا علي إن الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فعرفت أن أبدء بهم [ر: أبدأتهم. ق: باداتهم] بذلك رأيت منهم ما أكره، فصمت عن ذلك [أ: عليها] حتى أتاني جبرئيل فقال لي يا محمد: إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك فاصنع لنا يا علي رجل شاة على صاع من طعام وأعد لنا عساً من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب ففعلت فاجتمعوا له وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون [رجلاً. أ، ب] أو ينقصونه فيهم أعمامه العباس وحمزة وأبو طالب وأبو لهب الكافر.
فجئت [ق: الخبيث] فقدمت إليهم الجفنة [أ: بجفنة] فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منها جذبة لحم فنتفها بأسنانه ثم رمى بها في نواحيها ثم قال: كلوا باسم الله. فأكل القوم حتى نهلوا عنه ما يرون إلا آثار أصابعهم والله إن الرجل ليأكل مثلها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اسقهم يا علي، فجئت بذلك القعب [أ، ب (خ ل): القرب] فشربوا منه حتى نهلوا جميعاً وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يتكلم تذرب [أ (هـ): سبقه. ر: بدات!] أبو لهب إلى الكلام فقال: لهدّ ما سحركم [أ، ب: بهذه أسحركم] صاحبكم. فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. ب].
فلما كان الغد [ر: كالغد] قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ب]: يا علي اعد لي مثل الذي كنت صنعت بالأمس من الطعام والشراب فإن هذا الرجل قد بدرني إلى ما سمعت قبل أن أكلم القوم، ففعلت ثم جمعتهم له فصنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما صنع بالأمس فأكلوا حتى نهلوا عنه ثم سقيتهم فشربوا حتى نهلوا عنه من ذلك القعب وأيم الله إن كان الرجل منهم ليأكل مثلها [ويشرب مثلها].
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شاباً [ن: شباباً] من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة فأيكم يكون وزيري على أمري هذا على أن يكون أخي ووليي؟ فأحجم القوم عنه.
قال علي: فقلت:- وإني لأحدثهم سناً وأحمشهم ساقاً وأعظمهم بطناً وأرمصهم [أ: أرفقهم. ب: أرقصهم] عيناً أنا يا رسول الله أنا أكون وزيرك على ذلك. فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعنقي ثم قال: إن أخي هذا ووليي فاسمعوا له وأطيعوا.
قال: فقام [ب: فتفرق] القوم يتضاحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرت أن تسمع له وتطيع"
.
قال: حدثني عبيد بن كثير معنعناً:
عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله [تعالى. ر]: { وأنذر عشيرتك الأقربين } قال: دعاهم يعني النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجمعهم على فخذ شاة وقدح من لبن أو قال: قعب من لبن وإن فيهم يومئذ ثلاثون رجلاً يأكل كل رجل جذعة قال: فأكلنا حتى شبعنا وشربنا حتى روينا.
قال: حدثني الحسين بن محمد بن مصعب البجلي معنعناً:
عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية: { وأنذر عشيرتك الأقربين } دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
"يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعاً وعرفت أني متى أبادئهم [أ: أبدء بهم. ب: أبدأهم] بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت حتى جاءني [ب: أتاني] جبرئيل [عليه السلام. أ، ب] فقال يا محمد إنك [ب: إن] لا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك فاصنع لنا صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة وأملأ لنا عساً من لبن واجمع لي بني عبد المطلب حتى أعلمهم وأبلغهم ما أمرت [به. ر].
ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون [رجلاً. أ، ب] أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعا بالطعام الذي صنعت لهم فجئنا به فلما وضعته تناول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جذبة [أ، ر: حدى] لحم فشقها [ب: فنتفها] بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة [ب: الجفنة] ثم قال: كلوا [ر: خذوا] بسم الله فأكل القوم حتى ما لهم بشيءٍ من حاجة ولا أرى إلاّ مواضع أيديهم وأيم الله الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم، ثم قال: اسق القوم فجئتهم بذلك العس فشربوا [منه. ر، ب. حتى. ر. ب، أ: و] رووا جميعاً وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يكلمهم تذرب أبو لهب إلى الكلام فقال: لهدّ ما سحركم [أ، ب: بهذه اسحركم] صاحبكم. فتفرق القوم ولم يكلمهم النبي [صلى الله عليه وآله وسلم. ب] فقال الغد: يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت [مني القوم. ر] فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فأعد لنا من الطعام مثل ما صنعت ثم اجمعهم لي ففعلت ثم جمعتهم له ثم دعا بالطعام فقربه لهم ففعل كما فعل بالأمس وأكلوا حتى ما لهم بشيءٍ من حاجة ثم قال: اسقهم، فأتيتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعاً ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شباباً في العرب جاء قومه بأفضل [من] ما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تبارك وتعالى أن أدعوكم فأيكم يوازرني على أمري على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ فأحجم القوم عنها جميعاً.
قال: قلت - وإني لأحدثهم سناً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً - قلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي ثم قال: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا"
. فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع.
قال: حدثني الحسين بن سعيد معنعناً:
عن جعفر عن أبيه [عليهما السلام: أ، ب] قال: قال النبي [ر: رسول الله] صلى الله عليه وآله وسلم:
"لما نزلت علي { وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك [منهم. ب، ر] المخلصين } " فقال أبو جعفر [عليه السلام. ب]: هذه قراءة عبد الله.
قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان [قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن هاشم السمسار عن محمد بن عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن أبيه]:
عن أبي رافع [رضي الله عنه. ر]:
"أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع ولد عبد المطلب في الشعب وهم يومئذ ولد [ه] لصلبه وأولادهم أربعون رجلاً فصنع لهم رجل شاة وثرد لهم ثريدة فصب عليها ذلك المرق واللحم ثم قدموها إليهم فأكلوا منه حتى تضلعوا [ب: شبعوا. أ، ر: ثم تضعوا] ثم سقاهم عساً واحداً [من لبن. ب] فشربوا كلهم من ذلك العس حتى رووا [منه. ب] ثم قال [أ، ب: فقال] أبو لهب: والله وإن منا نفراً [ب: هنا لنفر] يأكل أحدهم الجفنة [ر، أ: الحفرة] وما يصلحها فما يكاد يشبعه ويشرب الفرق [خ: الزق. ع: الظرف] من النبيذ فما يرويه، وان ابن أبي كبشة دعانا [فجمعنا. ب] على رجل شاة وعس من شراب فشبعنا وروينا إن هذا لهو السحر المبين.
قال: ثم دعاهم فقال [لهم. أ، ر]: إن الله [قد. ب] أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ورهطي المخلصين وإنكم عشيرتي الأقربين ورهطي المخلصين وإن الله لم يبعث نبياً إلا جعل له أخاً من أهله وارثاً ووصياً وزيراً [ر: ووزيراً] فأيكم يقوم فيبايعني على أنه أخي ووزيري ووارثي دون أهلي ووصيي وخليفتي في أهل ويكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.
فأمسكت [أ: فاسكت] القوم فقال: والله ليقومن قائمكم أو ليكونن في غيركم ثم لتندمن. فقام علي وهم ينظرون إليه كلهم فبايعه وأجابه إلى ما دعاه إليه فقال: ادن مني. فدنا منه فقال: افتح فاك فمج فيه من ريقه وتفل بين كتفيه وبين قدميه [ب: ثدييه.أ: ثديه] فقال أبو لهب: لبئس ما حبوت به ابن عمك أجابك [لما دعوته إليه. ب] فملأت فاه ووجهه بزاقاً [ر: بزقاً]. قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: بل ملأته علماً وحلماً وفهماً"
.
فقال أبو طالب: أما رضيت يا محمد أن تفجعني بنفسك حتى فجعتني با بني.